وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,, 

فيصل سليم

تبدو حياة العامة في بغداد أكثر نصيبا من غيرها في أحاديث المحدثين وروايات الاخباريين فقد افاض هؤلاء في وصف احوالها مع قرب نهاية شهر رمضان من كل عام خصوصا في تلك العهود الغابرة فبغداد تلك الحضارة العريقة كانت ارست تقاليد عريقة لدى الخاصة والعامة.

ووصف ابن الكاز ورني ليالي رمضان البغدادية فقال عنها ان ليالي الصيام المشرقة بالمصابيح والمساجد منبرة بالصلوات والترويج اما العوام فكانوا ينكبون على الملاذ والغناء والفرح الى منتهى العشاء... ثم ترفع قناديل الشحير كان دار الخلافة تضاء بالأنوار ويتعالى منها التكبير وعصر كل يوم من أيام وبعد الإفطار يخرج اهل بغداد للفرجة فيسهرون على الشواطئ وتزين دجلة بإشعال النار وبظهر أصحاب الشأن من الحكام وغيرهم والكلام عن موائد العامة  في رمضان  حديث يلد للكثيرين اذ ما زلت روائع الافاه والاطايب تعبق بعشرات المصنفات

اما خبز الحنطة فكان من ارقى أنواع الخبز ويأخذ اشكالا مختلفة على المأدب الرمضانية فهناك الرغيف والجردقة والقرص او القرصة والرقاق كما ان هناك خبز التنور وخبز الفرن وخبز الطابق وخبز الملة  والبراز يدق والفطير وفي مطلع القرن العشرين بدأت بغداد تشتهر بالمقاهي في شهر رمضان اما في الليل فيحضر عازف الرباب ليسلي رواد المقهى في الامسيات الرمضانية بانغامه الشجية كما يحضر القصاصون اذ كانت للقصاص مكانة مرموقة حيث يمتع الرواد بالقصص والاساطير المسلية ويعتبر ملا إبراهيم الموصلي المتوفي سنة 1308 هجري وابنه ملا خضر المتوفي سنة 1902 م من اشهر قصاصي بغداد ومن المقاهي التي اشتهرت في بغداد مقهى السبع ومقهى وهب ومقهى عزاوي وجميعها في محلة الميدان قرب باب العظم وقد اختص مقهى عزاوي بعرض العاب القراقوز طوال شهر رمضان  وكان يتحول فكان الزبائن يقرأون الصحف التركية الواردة من إسطنبول وقد عرف أيضا من المقاهي المميزة  في مطلع الفرن الماضي مقهى مميز قرب المدرسة  المستنصرية وكان يغني فيه في رمضان مطرب المقاهي  العراقي المعروف  احمد زيدان  اما مقهى العنبار فكان  رواده من التجار كذلك فان مقهى التبانة كان يقدم العروض الهزلية التي تسلي الصائمين.