وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فريد هلال ,,
ظاهرة التسول واحدة من أكثر المشكلات
الاجتماعية والاقتصادية التي تعكس وجهاً مظلماً للتفاوت الطبقي والمعاناة
الإنسانية فهي ليست مجرد محاولات لاستمالة قلوب الآخرين للحصول على المال بل هي
نتيجة مباشرة للفقر المدقع والعوز الذي يعصف بحياة الكثيرين حيث يعيش هؤلاء في
ظروف قاسية تجبرهم على البحث عن لقمة العيش بأي طريقة كانت وتظهر هذه الظاهرة
نتيجة غياب الدعم المجتمعي وضعف دور الحكومات في توفير الحماية الاجتماعية اللازمة
للفئات المهمشة كما ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتشرد الذي يعاني منه من لا مأوى لهم
والبطالة التي تقضي على آمال الكثيرين في الحصول على فرص عمل كريمة وتزداد المشكلة
تفاقماً عندما يتحول التسول إلى أداة للاستغلال حيث يتم إجبار الأطفال والنساء على
ممارسته لتحقيق مكاسب غير شرعية لصالح شبكات منظمة أو أفراد طامعين بالإضافة إلى
ذلك فإن الإدمان يلعب دوراً كبيراً في دفع البعض للتسول من أجل تمويل عاداتهم
المدمرة وبينما تعكس هذه الظاهرة ضعف العدالة الاجتماعية وسوء توزيع الثروات فإنها
أيضاً تمثل انتهاكاً صارخاً لكرامة الإنسان حيث يعيش المتسولون في دائرة لا تنتهي
من الذل والمهانة ووسط هذا الواقع المؤلم لا يمكن إغفال وجود التسول الاحترافي
الذي أصبح لدى البعض وسيلة للكسب السريع دون وجود حاجة حقيقية لديهم مما يجعل
المشكلة أكثر تعقيداً ويتطلب معالجة جذرية تشمل توفير فرص عمل وتحسين الظروف
المعيشية ووضع سياسات صارمة لمحاربة الاستغلال وتجفيف منابع الفقر لضمان حياة
كريمة لكل أفراد المجتمع |