وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
بقلم/ فريد هلال ,,,
حِينَ يُقْسِمُ الْقَلْبُ، فَذَلِكَ عَهْدٌ لا رَجْعَةَ فِيهِ. وَحِينَ يَنْبُضُ الْحُبُّ مِنْ أَعْمَقِ أَعْمَاقِ الرُّوحِ، يُصْبِحُ الْمَعْنَى أَكْبَرَ مِنْ مُجَرَّدِ شُعُورٍ.
إِنَّهُ ذَاكَ الْحُبُّ الَّذِي لا تَهُزُّهُ الرِّيَاحُ، وَلا تُضْعِفُهُ الْعَوَاصِفُ. حُبٌّ يَتَجَدَّدُ كُلَّمَا اشْتَدَّتِ الْمِحَنُ، وَكُلَّمَا ضَاقَتِ الطُّرُقَاتُ، وَكُلَّمَا زَادَ الْحِمْلُ عَلَى الْأَكْتَافِ.
لَنْ أَتْرُكُكَ مَهْمَا اشْتَدَّتِ الصِّعَابُ، وَلَنْ أَتَرَاجَعَ مَهْمَا ابْتَعَدَتِ الْمَسَافَاتُ. سَأَظَلُّ وَفِيًّا، مُدَافِعًا، حَاضِرًا فِي كُلِّ وَقْتٍ، لِأَنَّكَ جُزْءٌ مِنْ كِيَانِي، وَمِنْ دُونِكَ أَفْقِدُ هُوِيَّتِي وَمَعْنَايَ.
هُوَ حُبٌّ يَسْمُو فَوْقَ الِاخْتِلَافَاتِ، حُبٌّ بِلَا مُقَابِلٍ، حُبٌّ يُزْرَعُ فِي الْقَلْبِ وَيَنْبُتُ رَغْمَ الْأَلَمِ. فَكَيْفَ لِأَنْفَاسِي أَنْ تَسْتَمِرَّ بِدُونِكَ؟ وَكَيْفَ لِخُطُوَاتِي أَنْ تَتَّزِنَ إِنْ لَمْ تَكُنْ وِجْهَتِي نَحْوَكَ؟
بِذِمَّتِي، سَأَبْقَى أُحِبُّكَ لِلْأَبَدِ، لِأَنَّ فِي دَمِي يَسْكُنُ اسْمُكَ، يَا عِرَاقِي يا نَبْضٌ وَجْدَانِيٌّ الذي لَا يَخْفُتُ أَبَدًا. |