وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
بِقَلَمِ فَرِيد هِلال ,
حين يسعى الإنسان في هذه الحياة، يواجه العديد من السلالم التي قد يتسلقها بحثًا عن النجاح والمكانة. البعض يظن أن العلو يتحقق بالوصول إلى القمة أو المنصب، لكن العلو الحقيقي يكمن في الأخلاق التي ترفع صاحبها إلى أعلى درجات الاحترام والمكانة. فالتقدم في الحياة ليس مجرد صعود في سلم النجاح، بل هو تسلق سلم القيم والمبادئ. العلو الذي نبحث عنه ليس في الزمان أو المكان، بل في طريقة تعاملنا مع الآخرين، في قدرتنا على أن نكون أكثر تواضعًا، أسمى في تفكيرنا، وأكثر رحمة في تصرفاتنا. قد يصل البعض إلى أعلى المناصب في الحياة، لكن ما قيمة ذلك إذا فقدوا احترام الناس؟ ما قيمة التقدير إذا كانوا قد مروا في طريقهم دون أن يتركوا بصمة من الأخلاق الحميدة؟ الإنسان الذي يتحلى بالأخلاق السامية يُعتبر عاليًا في أعين من حوله، حتى وإن كان في مكانة عادية. فهو ينجح في بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل، ويُقدَر بسبب تواضعه وصدقه. العلو بالمكانة قد يكون زائلًا، أما العلو بالأخلاق فهو سر بقاء الإنسان في القلوب.
إذًا، لا داعي للركض وراء المناصب والظهور في أعلى المراتب إن كان الطريق نحوها مليئًا بالأنانية والتكبر. بل ينبغي أن نسعى لأن نكون عاليين بأخلاقنا، لأن الأخلاق هي ما تُميز الإنسان، وهي ما تجعل له قيمة حقيقية تبقى بعد زوال كل ما سواه.
وإذا كانتِ الأخلاقُ رأسَ الهرمِ فالعُلوُّ يتوارى في جَمالِ القيمِ . |
جميـع الحقوق محفوظـة © www.Ina-Iraq.net 2015