02/02/2025
الأخبار السياسية | الأخبار الأمنية | أخبار المحافظات | الأخبار العربية | الأخبار العالمية | أقوال الصحف العراقية | المقالات | تحليلات سياسية | تحقيقات | استطلاعات
عالم الرياضة | حوار خاص | الأخبار الثقافية والفنية | التقارير | معالم سياحية | المواطن والمسؤول | عالم المرأة | تراث وذاكرة | دراسات | الأخبار الاقتصادية
واحة الشعر | علوم و تكنولوجيا | كاريكاتير
*حين يتحدث الماضي دروس لا تموت*سوق السراي عبق التاريخ وصوت الحروف
*حين يتحدث الماضي دروس لا تموت*سوق السراي عبق التاريخ وصوت الحروف
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم

وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,, 


فريد هلال ,,

 في زواياِ بغدادَ القديمةِ، حيثُ يختلطُ صوتُ الباعةِ مع همساتِ المثقفينَ، وحيثُ تتنفسُ الجدرانُ رائحةَ الورقِ والحبرِ، يقفُ سوقُ السرايِ شاهدًا على قرونٍ من الحكاياتِ. إنَّهُ أكثرُ من مجردِ سوقٍ؛ هو ذاكرةٌ تحفظُ تاريخًا طويلًا من الفكرِ والتجارةِ والثقافةِ، ومرآةٌ تعكسُ صورةَ بغدادَ التي لم تنطفئ روحُها رغمَ تغيُّرِ الأزمنةِ.

سوقُ السرايِ الجذورُ الأولى

يعودُ تاريخُ سوقِ السرايِ إلى العصرِ العباسيِّ، حيثُ كانَ جزءًا من الأسواقِ المحيطةِ بالقصورِ والمساجدِ الكبرى. ومع تعاقبِ العصورِ، أصبحَ السوقُ مركزًا رئيسيًا لبيعِ الكتبِ والأدواتِ الكتابيةِ، مما جعلهُ محطةً أساسيةً للعلماءِ والكتَّابِ والطلابِ.

 

 مكانٌ لا يموتُ

يقعُ السوقُ على مقربةٍ من شارعِ المتنبي، وكأنَّهُ امتدادٌ طبيعيٌّ له. فمن أرادَ أن يكتبَ، لا بدَّ أن يمرَّ على سوقِ السرايِ ليبحثَ عن دفترٍ يناسبُ فكرتهِ، أو قلمٍ يخطُّ بهِ مشاعرهُ. هنا، تجدُ المكتباتِ العتيقةَ، والمطابعَ الصغيرةَ، والمحلاتِ التي تصنعُ دفاترَ بخياطةٍ يدويةٍ كما كانت تصنعُ منذُ عشراتِ السنينِ.

 

شخصياتٌ صنعتِ المكانَ

 

مرَّ بهذا السوقِ كبارُ الأدباءِ والمثقفينَ، مثلَ مصطفى جوادَ وعلي الورديِّ، وغيرِهِم ممَّن وقفوا بين رفوفِهِ، يقلِّبونَ الكتبَ أو يناقشونَ فكرةً وُلِدَت من صفحاتٍ صفراءَ. ولأنَّ المكانَ يصنعُ روَّادَهُ، تجدُ اليومَ جيلًا جديدًا يحملُ على عاتقِهِ مسؤوليةَ إحياءِ هذا الإرثِ، من باعةِ الكتبِ إلى الخطَّاطينَ وأصحابِ المطابعِ.

 

 أكثرُ من مجردِ سوقٍ

ليس سوقُ السرايِ مجردَ مكانٍ للتجارةِ، بل هو مساحةٌ للذاكرةِ الجماعيةِ، حيثُ يتبادلُ الزوَّارُ قصصًا عن أيَّامٍ كانتِ الحروفُ أغلى من الذهبِ، وحيثُ تُباعُ بعضُ الكتبِ بثمنٍ لا يساوي قيمتَها المعنويةَ. من هنا انطلقتْ صحفٌ ومجلاتٌ قديمةٌ، وهنا ما زال البعضُ يبحثُ عن أوَّلِ كتابٍ قرأهُ في شبابهِ.

 

 ماذا تبقَّى؟

رغمَ التحوُّلاتِ الرقميَّةِ، ورغمَ تغيُّرِ الزمنِ، يظلُّ سوقُ السرايِ ثابتًا، كأنَّ الزمنَ لم يستطعْ محوَ سحرِهِ. كلُّ خطوةٍ داخلهُ تشبهُ عبورَ بوَّابةٍ إلى الماضي، حيثُ الرائحةُ نفسُها، والأرففُ نفسُها، والأحلامُ التي لم تتغيَّرْ.

ختام النشر

سوقُ السرايِ ليسَ مجردَ مكانٍ في بغدادَ، بل هو فصلٌ من كتابِ المدينةِ، حيثُ الكلمةُ لا تموتُ، والتاريخُ لا يُنسى. وكما أنَّ الماضي يتحدَّثُ، فإنَّ سوقَ السرايِ ما زالَ يروي قصَّتَهُ لكلِّ من يمرُّ بهِ، ولكلِّ من يعرفُ أنَّ بغدادَ لا تفقدُ بريقَها أبدًا.

 ترقَّبوا الحلقةَ القادمةَ، حيثُ نغوصُ في تفاصيلَ أخرى من ماضينا الذي لا يموتُ.

رابط المحتـوى
http://www.ina-iraq.net/content.php?id=112974
عدد المشـاهدات 38   تاريخ الإضافـة 01/02/2025 - 18:59   آخـر تحديـث 02/02/2025 - 04:57   رقم المحتـوى 112974
 
محتـويات مشـابهة
لأول مرة بالتاريخ.. الليلة تشهد 18 مباراة ببطولة واحدة {أبطال أوروبا}
الأربعاء.. حدث رياضي يحدث لأول مرة في التاريخ
الدفاع الجوي الروسي يدمر 15 طائرة مسيرة أوكرانية الليلة الماضية
خام البصرة يغلق على خسارة خلال الأسبوع الماضي ‎
وزارة التربية تتابع انسيابية امتحانات نصف السنة وتطلق دروس تقوية مجانية
 
الرئيسية
عن الوكالة
أعلن معنا
خريطة الموقع
إتصل بنا