وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,, بقلم فريد هلال ,,
في حياتنا اليومية، تتناثر الكلمات كحبات المطر، بعضها يحمل بين طياته صدقًا، وبعضها الآخر يخفي وراءه أكاذيب قد تكون حلوة أو مرة. ولكن الحقيقة تبقى كما هي، لا تتأثر بما يقال، فحتى أبلغ الكلمات لا يمكن أن تعبر عن قلب صادق كما يفعل الصمت.
كلما تحدث اللسان، يكون الكلام أحيانًا جميلًا ومرتبًا، يفرح هذا ويسعد ذاك. ولكن عندما يكون الصدق غائبًا، يبقى الكلام مجرد هياكل فارغة، تدور في الهواء دون أن تترك أي أثر في نفوسنا. هنا تكمن المصيبة؛ في أن نضيع بين ما هو صادق وما هو كاذب، وبين ما هو حقيقي وما هو مستعار من أفواه الآخرين.
تُذكرنا القصص التي تُكتب في السيناريوهات كيف يتمكن الكاتب من سحرنا بالكلمات، حتى نعيش الأحداث بأكملها. نحن نجلس في صمت داخل دار السينما، تتطاير دموعنا، تارة من الفرح، وأخرى من الحزن. إننا نذرف الدموع بصدق، دون أن نعرف هل كانت تلك الدموع نتيجة لتأثرنا بالقصة أو بسبب تأثيرنا بما كُتب لنا. ولكن في النهاية، نخرج من القاعة ونحن نحمل في أعماقنا شيئًا جديدًا، شيئًا يلامس قلوبنا.
في الحياة كما في السينما، يتسلسل الكذب والصدق معًا، ونتأثر بهما، سواء كانا مصدر فرح أو ألم. لكن الحقيقة أن الصدق هو الذي يظل، وهو الذي يبقى في الذاكرة، كالسطر الأخير في رواية جميلة لا تُنسى.
وإن كانت الدروب عميقة، فالصادق يبقى كما النجم في السماء، لا يزول ولا يختفي. |