وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
حينَ طُرِحَ
السُّؤالُ: "مَنِ العِمْلَاقُ؟"، تَسَابَقَ الكَثِيرُونَ فِي
الإجَابَةِ.
مِنْهُمْ مَنْ
قَالَ: العِمْلَاقُ هُوَ مَنْ يَمْلِكُ مَالًا لَا يَنْفَدُ.
وآخَرُ قَالَ:
هُوَ مَنْ يَقِفُ خَلْفَهُ جَيْشٌ مِنَ العَشِيرَةِ وَالعَدَدِ وَالقُوَّةِ.
وَغَيْرُهُمْ
ظَنُّوهُ الطَّائِفِيَّ، الَّذِي يَعْلُو صَوْتُهُ فَوْقَ الجَمِيعِ.
وَقَوْمٌ
آخَرُونَ اعْتَقَدُوا أَنَّ الاِتِّحَادَ يَصْنَعُ العِمْلَاقَ، وَلَكِنَّهُمْ مَا
أَنْ اجْتَمَعُوا حَتَّى تَفَرَّقُوا، لِأَنَّهُمْ اخْتَلَفُوا عَلَى مَنْ يَكُونُ
فِي المُقَدِّمَةِ.
كُلُّ وَاحِدٍ
قَاسَ العِمْلَاقَ بِمَقَايِيسِهِ، وَنَظَرَ إِلَيْهِ بِعَيْنِ طَمَعِهِ أَوْ
عُقْدَتِهِ أَوْ كِبْرِيَائِهِ.
حَتَّى
خَسِرُوا جَمِيعًا الرِّهَانَ.
لَمْ يَجِدُوا
العِمْلَاقَ الَّذِي ظَنُّوهُ بَيْنَ الأَرْقَامِ أَوِ الأَسْمَاءِ أَوِ
الأَلْقَابِ.
أَمَّا أَنَا،
فَقَدْ
وَجَدْتُ الإِجَابَةَ دُونَ صِرَاعٍ وَلَا خِصَامٍ:
العِمْلَاقُ
لَيْسَ حَجْمًا، وَلَا مَسَافَةً، وَلَا اتِّحَادًا مُزَيَّفًا.
العِمْلَاقُ...
مَنْ أَحَبَّ العِرَاقَ.
رُبَّ
كَلِمَةٍ صَغِيرَةٍ فِي حَجْمِهَا،
عَظِيمَةٍ فِي
مَعْنَاهَا،
تُغَيِّرُ
مَوَازِينَ الفِكْرِ وَالقُلُوبِ.
تَصَوَّرُوا
أَنَّ هَذَا المَوْضُوعَ صَغِيرُ الحَجْمِ، وَلَكِنَّهُ كَبِيرٌ بِالمَعْنَى.
بِقَلَمِ:
فَرِيدٍ هِلَالٍ |