استطلاع عالمي
أثارت حادثة اختطاف طالبة من أمام مدرستها وتعذيبها والاعتداء عليها جنسيا من قبل أبناء مسؤولين كبار في الجيش والحكومة بتشاد ينتمون جميعا إلى قبيلة الزغاوة التي ينحدر منها الرئيس إدريس ديبي غضبا عارما في أوساط المواطنين التشاديين في داخل البلاد وخارجها. وخرج مئات المواطنين في مظاهرات حاشدة تضامنا مع الطالبة زهورة محمد، التي تم تصوير حادثة الاعتداء الجنسي عليها ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي.
كما نشر عشرات النشطاء والمثقفين المقيمين في الخارج تسجيلات مصورة أعربوا فيها عن غضبهم من استبداد أبناء المقربين من الرئيس الذي يحكم البلاد منذ ديسمبر عام 1990 وطالبوا السلطات بالقبض على المتهمين وتقديمهم لمحاكمة علنية. من جانبه شكر والد الفتاة الذي يقيم في فرنسا المواطنين على ما أظهروه من تضامن مع ابنته وطالبهم بمواصلة التظاهر حتى يتم استرداد الحقوق.
وأظهر التسجيل الطالبة وهي تتوسل لخاطفيها طالبة منهم عدم الإعتداء عليها وتنفي اتهامهم لها بأنها كانت تتعمد الإساءة إليهم بنظراتها قائلة بأنها كانت تتجنبهم خشية من بطشهم.
وكانت السلطات التشادية ممثلة في وزارة الداخلية قد أجبرت الطالبة زهورة على الظهور على التلفزيون الرسمي ومطالبة الجماهير بالتوقف عن التظاهر، الأمر الذي أثار غضب الكثيرين الذين اتهموا الوزارة بالتواطؤء مع المتهمين. وخلافا لما ذكرته في اللقاء التلفزيوني، نشرت زهورة تسجيلا شكرت فيه المتظاهرين وحثتهم على مواصلة مظاهراتهم المطالبة بتقديم المتهمين للعدالة، الأمر الذي يؤكد أنها كانت مرغمة على الإدلاء بذلك التصريح.
بدورهم واصل النشطاء والمثقفون التشاديون المقيمون في الخارج نشر التسجيلات المصورة المنددة بالجريمة والمتضامنة مع الضحية وانتقدوا صمت السيدة الأولى هندا ديبي التي اشتهرت بالتصدي للقضايا التي تعنى بالمرأة. أبناء قبيلة الزعاوة انفسهم لم يتركوا الحادثة تمر دون تسجيل موقف، فقد نشر عدد منهم تسجيلات أدانوا فيها الجريمة وأعربوا عن أسفهم وتضامنهم مع الضحية.
حادثة الاغتصاب الجماعي هذه ليست الأولى من نوعها في تشاد فقد تعرضت العديد من الفتيات لحوادث مماثلة خلال السنوات الماضية وعادة ما يتم تسوية القضية عرفيا. الجديد في هذه الحادثة يكمن في تصويرها ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. |