وكالة الانباء العراقية المستقلة - محمد حامد الشمري ادارات الاندية الرياضية تحاول دائما ان تفرض قوتها وصوتها على المدربين الذين يحققون نجاحات يشهد لها الجميع، وربما لانهم كذلك فهم يدفعون الثمن.. قيادة باسم قاسم فريق القوة الجوية للفوز بدرع الدوري المحلي وبطولة كاس الاتحاد الاسيوي، وهو يصنع فريقا راقيا ويسعد جماهير النادي، يبدو انها أغاضت الادارة، لذلك لم ترغب بتجديد العقد منه وفضلت الاستعانة بمدرب سوري.. ادارة نادي النفط هي الاخرى لم تتمسك بخدمات حسن احمد برغم ان الرجل حقق للنفط مركزا لم يحققه الفريق منذ مدة طويلة جدا.. هناك ادارات تجدد تعاقدها مع مدربين وتتمسك بهم برغم انهم لم يتركوا أثرا بسيطا على اداء ونتائج فرقهم.. هل ان موضوع التجديد للمدربين واللاعبين يخضع لمعايير اخرى غير فنية أو ان هناك فوائد مالية وطبخات تجري من خلف الكواليس هي من تتحكم بمقاليد ومصير فرق الدوري المحلي؟!.. امر مؤكد ان اغلب الهيئات الادارية تبحث دائما عن الاستقرار الفني لفرقها وهي تكون سعيدة عندما ترى نجاح عملها من خلال النتائج، ولكن كيف يبدو الامر لإدارات تفرض بمن تحمل مسؤوليتها وتصدى لها بكل شجاعة، وكان ربانا ناجحا في مسابقة لم ترحم مدربا او تساعده على العمل وهو يتعرض الى الكثير من الضغوط.. بصراحة شديدة فقد ضربت ادارة نادي امانة بغداد اروع امثلة العمل الصحيح وهي تمنح المدرب احمد خلف كامل الحرية للموسم الثالث على التوالي برغم انه يعمل مع لاعبين يحتاجون الى الكثير.. عملية انتقال المدربين بهذه السرعة تضعف الفرق وتعرضها الى انتكاسات وفشل لانها ستكون بعيدة عن فكر تدريبي واحد، ومثلما هو معروف فإن وجود المدرب مع فريقه لأطول مدة ممكنة يجعله قادرا على العمل معه بشكل مريح.. ربما يرى باسم قاسم وحتى حسن احمد ان عدم التجديد لهما فرصة اخرى لإثبات الجدارة مع فرق لم تتذوق طعم النجاح، وقد يكون الامر بسبب عدم تمكن المدرب من تحقيق النتائج الايجابية نفسها فيما لو بقي موسما اخر، مثلما استطاعت اغلب الاندية الحصول على الرخصة الاسيوية وهي استنفرت كل طاقاتها في وقت يكاد يكون قياسيا، وهي قادرة ايضا ان تلعب الدور نفسه في سبيل تشكيل فرقها وتختار الافضل على مستوى المدربين واللاعبين.. هل تستكثر ادارات الاندية النجاح على نفسها حتى تعرقل مسيرة مدرب او لاعب، ولم تستفد من اية تجربة حتى لو كانت ناجحة؟.. دائما نشيد ونثني على العمل الذي يكون واضحا، وتظهر به ملامح التفوق، ولكن بالوقت نفسه نتصدى لمن يحاول ان يستثمر وجوده في أي مفصل رياضي على حسابه الخاص.. نعتقد، وهو رأي شخصي محض، ان موضوع اختيار المدربين او التجديد لهم يخضع الى أمزجة واهواء، وربما مصالح وعلاقات جانبية، وإلا فلو كانت الامور تجري بشكل طبيعي لما حصل ان تخلت ادارة عن مدرب حقق لها ولجماهير النادي حلما طال انتظاره سنوات عديدة.. ماذا سيكون رد فعل ادارة أية ادارة تجاه جماهيرها وهي لم تشهد اية نجاحات للمدرب الجديد؟ وماذا تريد هذه الادارة ان تقول وهي تفرط بخدمات مدرب اثبت انه تحدى كل الظروف وقال كلمته المدوية بكل ثقة بالنفس؟.. نتمنى ان تتعاقد الادارات مع المدربين لمدة لا تقل عن خمسة مواسم ومع اللاعبين كذلك بدلا من عمليات تغيير شكل وجلد الفرق بشكل مستمر، وهي من تدفع الثمن غاليا.
|