وكالة الانباء العراقية المستقلة ... المثنى
كثيرة هي الوسائل الدعائية للمرشحين لكسب الأصوات
ومحاولة القفز على مصائب الماضي بإسلوب الحاضر السريع الذي يُنسى خلال أيام ، فأن تصحو
على صوت اليات وعجلات تفرش شارعا بمنطقة وصفت قبل اقل من عام بإنها منكوبة لا يغير
من نكبتها سوى لون الشارع المكسي بالسبيس ، تلك هي السماوة مركز محافظة المثنى التي
عطشت وغرقت حتى كادت تكون غريبة بإهلها لسوء خدماتها .
المثنى حالها حال
زميلاتها من المحافظات لديها محافظ ومجلس محافظة ، ووحدات إدارية منتشرة بإرجائها كافة
، الا ان الخدمات والمياه قد تبدو ضيفا عليها لاسيما في السنوات الاخيرة .
على لسان الزيادي
، المحافظ الحالي للمثنى وعضو مجلس النواب سابقا ، وعضو مجلس محافظة (اسبق) ، فان مدينة
السماوة "منكوبة" سبب عدم وجود مياه منذ أكثر من أسبوع فيها ، وهذا التصريح
كان نهاية تشرين الأول للعام الحالي ، أي انها لازالت تعاني النكبة اذا اخذنا بنظر
الاعتبار ، الفيلم الاستعراضي للمحافظ وهو يعترف بالتجاوز على القانون في محاولة منه
لرفع ما وصفها بالتجاوزات على الأنهر في محافظة الديوانية .
ولا يخفى على الجميع
ان حالة الجفاف استفحلت في العراق خلال الأعوام الماضية في جميع محافظات البلاد بسبب
قلة سقوط الأمطار وسوء استعمال المياه في السقي وانخفاض مناسيب المياه لنهري دجلة والفرات
اللذين يعانيان أصلاً من انخفاض حصصهما في العراق بنسبة بلغت الثلثين على مدى الخمسة
وعشرين عامًا الماضية.
"سماويون"
رأوا ان محاولة المحافظ بـ "لي" ذراع المتجاوزين على مياه الأنهر في الديوانية
، لا تعدو كونها استعراضا انتخابيا لا يروي عطش السماوة ، وما قام به من خطوات
انما هو من صميم عمل الأجهزة الأمنية ووزارة الموارد المائية على وجه التحديد
".
ولم يسلم المحافظ
الذي جرفته موجة "السبيس" الانتخابي من النقد من قبل مواطني المثنى ، الذين
يرون ان السبيس لا يعتبر حلاً ، لمشاكلهم رغم انه جاء بوقت انتخابي بحت ، فالشوارع
هي الشوارع والاليات ذاتها منذ سنوات ، الا ان رحمة السبيس لم تهبط جزافاً الا في وقت
متأخر مع قرب حلول أيار (الانتخابات) .
وبصدد ذي صلة يقول
النائب عن محافظة المثنى، رسول ابو حسنة، ان تحرك المحافظ فالح الزيادي لرفع التجاوزات
على المياه يعتبر خارج صلاحيات المحافظ ، مشيرا الى ان المحافظ غير قادر على هذه الخطوة
.
ويذكر ابو حسنة
ان
"ازمة المياه التي تعاني منها محافظة المثنى ، بسبب التجاوزات على نهر الفرات
من قبل الديوانية والحلة، هي اكبر من صلاحيات محافظ المثنى فالح الزيادي ومجلس المحافظة
لاسباب كثيرة".
وتابع انه
" عندما تحرك الزيادي على قضاء الحمزة الشرقي في محافظة الديوانية لرفع التجاوزات
من على نهر الفرات، هو يدرك انه لن يستطع رفعها لان هذه الازمة تحتاج الى قوة عسكرية
كبيرة قادرة على ردع المتجاوزين وليست كما فعل المحافظ بقوة محلية".
بدوره أعلن مجلس
محافظة المثنى، امس، تراجع حجم أزمة المياه في المحافظة بسبب موجة الامطار الاخيرة
التي شهدتها البلاد، فيما أكد بان تراجع الازمة لم يكن بسبب رفع التجاوزات في محافظة
الديوانية الذي تحدث عنه محافظ المثنى فالح الزيادي.
وقال عضو المجلس
حارث لهمود ان "حجم أزمة المياه في محافظة المثنى قد تراجع بسبب موجة الامطار
الاخيرة التي شهدتها البلاد خلال الايام الماضية"، مبيناً بان "الامطار ساهمت
برفع منسوب المياه وكذلك قللت حاجة مزارعي محافظة الديوانية للمياه وبالتالي ارتفعت
قليلاً نسبة المياه التي تصل لمحافظة المثنى".
وأشار لهمود، الى
ان "تراجع الازمة لم يكن بسبب رفع التجاوزات في محافظة الديوانية الذي تحدث عنه
محافظ المثنى فالح الزيادي"، لافتاً الى ان "المجلس لا يعلم حقيقة ان كان
المحافظ قد رفع بعض التجاوزات ام لم يرفعها بعد ان نفى قائد شرطة محافظة الديوانية
ذلك ولكن ما يهمنا هو وصول نسبة المحافظة المقررة من المياه دون ان يتم التعطي عليها |