استطلاع عالمي
نشرت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية تقريراً عن اللقاء الذي جمع الرئيس السوري بشار الأسد بمجموعة من البرلمانيين الروس في دمشق، بعد مرور يوم واحد على الضربة الأميركية – البريطانية - الفرنسية، محذرةً من أنّ موسكو وضعت نفسها في موقف خطير بسبب دعمها الثابت للأسد.
ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسي أوروبي "تُعتبر حكومة بلاده صديقة لروسيا"، قوله: "ينصِّب الروس أنفسهم على أنّهم حامو سيادة سوريا والمقاتلون في وجه المخططات الغربية الساعية إلى تغيير النظام وتقسيم البلاد"، وتحذيره الروس من أنّهم يخاطرون في أن يصبحوا شركاء للأسد و"خارجين دوليين عن القانون مثله".
في هذا السياق، ذكّرت الصحيفة برفض موسكو اتهام النظام السوري بشن الهجوم الكيميائي المفترض على دوما ونفيها استخدامه السلاح الكيمائي، كاشفةً أنّ الدعم الروسي الثاتت للأسد الذي ترى أغلبية دول المنطقة، باستثناء إيران، أنّه يمثّل عائقاً أمام الحل السياسي، أصاب عدداً كبيراً من الديبلوماسيين العاملين على التوصل إلى السلام باليأس.
توازياً، حذّرت الصحيفة من أنّ موقف موسكو يبدو وكأنه مقدّمة لتعريض روسيا لمخاطر كبرى على المستويَيْن الاقتصادي والسياسي، وذلك في ظل إعلان الولايات المتحدة الأميركية استعدادها لفرض عقوبات جديدة على روسيا على خلفية دعمها لسوريا، وتعهدها بعدم سحب قواتها من البلاد قبل تحقيق أهدافها.
وأوضحت الصحيفة أنّ الخبراء الروس يعتبرون أنّ موسكو وواشنطن دخلتا الأزمة الأخطر منذ أزمة الصواريخ الكوبية في العام 1962، على الرغم من تفاديهما صداماً عسكرياً مباشراً في سوريا في نهاية الأسبوع الفائت، ناقلةً عن أندريه كورتونوف، المدير العام لـ"المجلس الروسي للشؤون الدولية"، تعليقه: "المسألة باتت تتعلّق بالجرأة، وبالطرف صحاب الإرادة الأقوى". |