وكالة الانباء العراقية المستقلة – بغداد – سعد محسن تناولت الصحف العراقية الصادرة اليوم الاربعاء عدد من القضايا المهمة فقد ابرزت صحيفة الزوراء العناوين التالية (في يوم العمال العالمي .. تعهدات نيابية بدعم القطاع الخاص … الخدمات النيابية : الشريحة العمالية لم تحصل على حقوقها خلال الأربعة عشرعاماً الماضية) (مفوضية الانتخابات تتعهد بضمان تصويت جميع النازحين … لجنة الهجرة النيابية : نتابع المعوقات التي تعترض تصويت الناخبين داخل وخارج العراق) (التحالف الدولي يعلن انتهاء مهام قيادة القوة البرية في العراق) (القبض على متهمين بالإرهاب والقتل والسرقة بينهم امرأتان في بغداد) (السيد الصدر : الوقت لازال مبكرا عن الرأي النهائي لمنصب رئيس الوزراء) صحيفة المدى ابرزت العناوين التالية (جهات مسلّحة تمنع مرشحي الكرد والسُنّة من الترويج لأنفسهم في ديالى) (موقع ألماني: 37 ألف شخص قرروا العودة إلى مخيمات النازحين) (بارزاني: شراكة بغداد وأربيل مهمّة) (الحكيم: يجب إجراء الانتخابات بظروف مستقرّة) (ضغوط على مفوضية الانتخابات لاعتماد العد اليدوي في فرز النتائج ) ونشرت الصحيفة مقال بعنوان (متى نكون مثل الصومال؟!) قال فيه الكاتب عدنان حسين ما يكمن وراء البعض من الأخبار يكون أحياناً أكثر أهميّة وأعمق مغزىً وأدعى للتأمل والتفكّر من الأخبار بذاتها. من هذه الأخبار هذا الذي أنبأتنا به دائرة التحقيقات في هيئة النزاهة الخميس الماضي. الخبر يقول إنّ حُكماً حضوريّاً بالسجن لمدة خمس سنوات وشهر واحد قد صدر عن محكمة الجنايات في محافظة ميسان في حقّ محاسبة كانت تعمل في المصرف الزراعي التعاوني في مدينة العمارة، ثبت قيامها بالاتّفاق مع آخرين بمحاولة اختلاس 211 مليار دينار من المصرف نفسه، أي ما يقلّ قليلاً عن 200 مليون دولار أميركي، وهو من جملة المبالغ المرصودة إلى موازنة تنمية الأقاليم المخصصة إلى محافظة ميسان. لنا أن نتخيّل حجم الأموال السائبة في هذه الدولة. محاسبة في فرع لمصرف، ليس هو من المصارف الكبرى في البلاد، في مدينة مهملة نائية عن العاصمة، كانت على وشك اختلاس نحو 200 مليون دولار، فكم حالة من هذا النوع قد حصلت أو كانت ستحصل، أو لمّا يزل ممكناً أن تحصل، في مدن أخرى ومصارف أخرى؟ المحافظات جميعاً تشكو أنّ موازنات تنمية الأقاليم لا تحقّق أهدافها. بالتأكيد ما كان في المستطاع أن تتحقّق الأهداف من هذا البرنامج مادام المال العام سائباً على هذا النحو .. والمال السائب يُعلّم على السرقة. النظام المصرفي المتخلّف في البلاد هو ما يوفّر البيئة المناسبة للفتك بخزائن المال العام .. هذا النظام يعتمد إلى اليوم الأوراق والتواقيع العديدة ودمغة الأصابع في تمشية المعاملات ..هو نظام ينتمي إلى زمن العصملّي.. لو كان النظام الإلكتروني هو المتّبع في المنظومة المصرفية في البلاد، على غرار الحاصل في بلدان العالم كلّها تقريباً، بما فيها الصومال، ما كان لأحد أن يتجرّأ على التلاعب بمصير مئتي دولار وليس مئتي مليون. في مناسبات عدة سمعنا تأكيدات من البنك المركزي بأنه قد تفاهم مع المصارف الحكومية والأهلية لاعتماد النظام الإلكتروني، لكنّنا لم يزل يتعيّن علينا عندما نريد أن نودّع مبلغاً من المال في حساباتنا، ولو بقيمة عشرة آلاف دينار أو عشرة دولارات، أن نبقى في الانتظار نحو نصف ساعة .. الموظف أو الموظفة تطلب أولاً دفتر الإيداع ثم هوية التعريف الشخصية قبل أن تنظر في جهاز الكومبيوتر لإضافة المبلغ الى الحساب، ثم تسجّل هذا يدوياً في سجّل (دفتر كبير)، تطلب بعدها توقيع مدير القسم ثم مدير الفرع، ثم تشير عليك بدفع المبلغ الى الكاشيير، بعدها عليك أن تعود الى الموظف/ الموظفة لاسترجاع دفتر الحساب. وفي حال السحب، فالمدة تطول أكثر. في البلدان الأخرى يمكنك أن تعمل هذا كله في ظرف دقيقة واحدة بالبطاقة الذكية التي تسهّل لك أمر إيداع النقود أو سحبها من ماكنات صرف صغيرة منتشرة في الشوارع والأسواق، وليس فقط في فروع المصارف.. ليس لزاماً عليك أن تسحب أو تودّع من ماكنة الصرف الخاصة بمصرفك.. فضلاً عما تتيحه البطاقة الذكية من إمكانية شراء السلع والخدمات بشكل مباشر من الدكاكين والمحال، أو غير مباشر عبر الإنترنت. متى نبلغ هذه المرحلة؟! وابرزت صحيفة الزمان العناوين التالية (نجاة قيادي في تحالف الفتح من الإغتيال في الحبيبية) (التقاعد : المباشرة بصرف مكافأة نهاية الخدمة وبقية الدفعات تباعاً) (الجرائم الألكترونية وإنترنت الأشياء في علوم بغداد) (25 بالمئة من النواب لم يفصحوا عن ذممهم المالية) ونشرت الصحيفة مقال بعنوان (976 مرشحاً بينهم 111 سيدة) قال فيه الكاتب محسن حسين من يتابع الحملات الانتخابية في العراق ولبنان يتأكد ان ما جرى ويجري في العراق منذ احتلاله في 2003 هو (لبننة العراق) اي ان النظام السياسي في العراق هو صورة للنظام السياسي في لبنان حيث ما يسمى بالديمقراطية وسيطرة الطوائف الدينية والانتماءات لدول اخرى وهشاشة الحكم فيهما. وخير مثال على ذلك ما يجري حاليا في لبنان اذا ما اراد العراقيون مقارنته بما يجري في بلدنا. صور المرشحين واللافتات تجدها في كل مكان وحي وعمود كهرباء، واللافتات مليئة بالوعود وهي تؤكد للناخبين أن الأزمات التي يشهدها لبنان ستزول بمجرد انتخاب هذا المرشح أو ذاك. وذكرت احدى الصحف اللبنانية ان الاموال الضخمة التي صرفت على اللافتات والصور كافية لانتشال الفقراء من وضعهم الكارثي وهي كافية كذلك لأن تصلح أي وضع مأساوي في لبنان صور المرشحين تغطي الأحياء والمناطق والابنية والمنازل والطرقات وهي الى ازدياد، واللافت اكثر أن الأحياء الفقيرة والتي لا تعرف زيارة مسؤول أو غيره اليها تكثر فيها الصور، حسب اهالي تلك الاحياء. ترى الباحثة في الشأن العام (زينة الحلو) أن معظم الحملات مضلل للرأي العام، فهذه الحملات تتضمن وعود الانتخابات السابقة في 2005 و2009، ولا تتحدث عن إنجازات السياسيين الذين كانوا نواباً . وتسخر الحلو من الدعايات الانتخابية لــ “القوات اللبنانية” التي تريد محاسبة لا محسوبية؛ وكأن ذاكرة الناس ضعيفة. وفي جولة في الشوارع والطرقات لاحظت ذلك وصورت العديد من اللافتات ومنها لا فتات القوات اللبنانية التي يتزعمها سمير جعجع وهي تستخدم عبارة صار بدا (اي اصبح يريد) في بداية كل لافتاتها بدون صور المرشح مثل (صار بدا بالفعل مش بالحكي) و(صار بدا توقف الهدر) و(صار بدا عدالة مش ظلامية) (صار بدا دولة مش دويلة) (صار بدا عدالة مش ظلامية) و (صار بدا دولة مش مزرعة) و(صار بدا دولة مش دويلة) و( صار بدا استثمارات مش صفقات) و (صار بدا محاسبة مش محسوبية) و( صار بدا مساءلة مش لفلفة) واخيرا (صار بدا .. صوتك). اما بقية المرشحين فقد نشروا صورا كبيرة بعضها على طول العمارات المؤلفة من عدة طابق او ممتدة في الشوراع. احد المرشحين نشر المئات من الصور مع كلمة واحدة (اكيد) ويقصد ان انتخابه مؤكد ومن اللافتات التي جلبت انتباهي لافتات كبيرة تحمل عبارة (نحن الخرزة الزرقاء ) واتضح انها شعار تيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري. طائفة المرشح ومن الملاحظ ايضا ان بعض اللافتات الانتخابية تشير الى طائفة المرشح والى ان المقعد المرشح له هو مقعد تلك الطائفة ومن ذلك صورة مرشح في محافظة جبيل كتب عليه مرشح للمقعد الشيعي وكذلك مرشح للمقعد الماروني ففي لبنان يكتب في هوية الموطن اسم طائفته. وحسب الدستور اللبناني تقسم مقاعد مجلس النواب حسب الطوائف كما يلي: للمسيحيين 64 مقعدا موزعة على الطوائف كالتالي: الموارنة 34 مقعداً، روم أرثوذكس14 مقعدأ، روم كاثوليك 8 مقاعد، أرمن أرثوذكس 5 مقاعد، أرمن كاثوليك مقعد واحد، لإنجيليون مقعد واحد، أقليات مسيحية مقعد واحد. وللمسلمين 64 مقعدا تقسم كالتالي: السنة27 مقعدا، الشيعة27 مقعدأ، الدروز 8 مقاعد، العلويين مقعدان. ومن يجول في الطرق الرئيسة يشهد على شراسة الحملات الانتخابية التي يخوضها 976 مرشحاً، بينهم 111 سيدة وهم موزعون على 77 لائحة ويتنافسون في 15 دائرة. وحسب المتابعين للمعركة الانتخابية فان شراسة هذه المعركة تختلف من دائرة إلى أخرى، وأشرسها في دائرة بيروت الثانية المعروفة بولائها لـ تيار المستقبل؛ وقد رفع مؤيدو زعيم التيار سعد الحريري لافتات غطت شوارع الطريق وأزقتها منها الغالي إبن الغالي؛ وكيف ما كنت نحبك؛، و الأمر لك. وهناك لافتات عملاقة مماثلة لوزير الداخلية نهاد المشنوق كتب عليها بيروت معك. وأخرى لرئيس الوزراء السابق تمام سلام حامي الدولة في الزمن الصعب؛، واستعار احد المرشحين شعار احد مساحيق التنظيف وهو : بالفعل وليس بالحكي؛ .معظم اللافتات يركز على الأنا للمرشح ولا يخاطب الناخب. احد المرشحين وصف نفسه نبض التغيير.وهناك مسألة التركيز على الوفاء، كأن الناخب قليل الوفاء. وهناك من يضغط على الناخبين والدليل كلام لوزير الخارجية جبران باسيل الذي قال للذين لا يريدون انتخابه ألا يقصدوه لاحقاً لخدمة. وكما في العراق فقد شهدت لبنان مخالفات عدة مثل استباحة الحيز العام وعدم الاكتراث بأي شيء له علاقة بالقوانين، وهناك تمزيق صور ولافتات قام بها مؤيدو حزب او كتلة ضد كتلة اخرى وسجلت اعتداءات رمزية على صور مرشحي شبعنا حكي؛ لليسار الديموقراطي. وفي لبنان تتأصل الوراثة في الطبقة السياسية اي ان الابناء والاحفاد يورثون الزعامة الحزبية والمناصب الحكومية وحتى عضوية مجلس النواب وهو كما معلوم قد ظهرت بوادره في العراق حيث ورث عمار الحكيم الزعامة السياسية من ابيه والبرزانيين من ابيهم ومقتدى الصدر من ابيه ويتردد ان اخرين يحاولون الان دفع ابنائهم للنشاط السياسي ليرثوا مراكز ابائهم . ويذكر اللبنانيون ان النائب طلال إرسلان بصحبة نجله يزوران شيخ عقل الطائفة الدرزية. وأن الوزير سليمان فرنجية سيدفع نجله طوني إلى العمل السياسي. وان وليد جنبلاط يهيء ابنه تيمور ليحل محله وسامي الجميل يخلف أمين الجميل. زعماء الطائفة لكن مما يلاحظه اللبنانيون ان التوريث لا ينطبق على زعماء الطائفة الشيعية مثل حسن نصر الله الامين العام لحزب الله ولا نبيه بري رئيس مجلس النواب زعيم حركة امل وهذا من مفارقات الحياة العامة في لبنان. الوراثة والتوريث سمة عامة في الحياة السياسية في لبنان فلرئيس الجمهورية ميشال عون عشرات الورثة في عائلته، أصهاره الثلاثة وبناته الثلاث وابن شقيقته، وقريبه البعيد في زحلة. ولحزب الكتائب وريث كبير هو سامي الجميل، ووريث فرعي هو نديم الجميل. ووريث سليمان فرنجية طوني ثم سليمان الثاني ثم طوني الثاني. وفي الطائفـــــــــــــة السنية يرث ابـــــــــــناء العائلات المراكز والزعامة السياسية مثل (آل سلام وآل الصلح وآل كرامي) ولكن يحدث خروج على نظام العائلات فرفيق الحريري لم يُـــــــــــــورّث بإرادته ابنه لكن مقتله ادى الى وصول الزعامة إلى ابنه سعد الذي يتولى الان رئاســــــــــة الحكومة. والكل الان في لبنان ينتظر يوم الانتخابات في 6 ايار كما ينتظر العراقيون يوم 12 ايار. |
جميـع الحقوق محفوظـة © www.Ina-Iraq.net 2015