الحرب النفسية ضد داعش ---------------------------------- وكالة الانباء العراقية المستقلة – خاص حين اشتدت الضربات العسكرية على تنظيم داعش الارهابي وتحول اسلوب القتال من الدفاع الى الهجوم لم يبقى بيد التنظيم الارهابي سوى سلوك الحرب النفسية طريقا يقلل فيه من حجم وشأن الانتصارات على الاقل معنويا بعد ان مني بخسارات جسيمة طالت صفوفه وعناصره وبيئته القتالية . ومازال هذا التنظيم يجد في بعض القنوات الفضائية المشاكسة والعميلة واجهة عريضة لبث ما ينفثه من سموم دعاياته واخباره الملفقة والتي كان اخرها ما تناقلته الفضائيات حول استعادة داعش السيطرة على مبنى قائمقامية قضاء بيجي حيث دار حول الخبر لغط كبير لتراجع قواتنا العسكرية والامنية امام داعش وهو ما كذبته قناة العراقية الفضائية بعد مرور ساعة من بث الخبر . ومع حديث رائد الجبوري محافظ صلاح الدين بشأن تسريب الخبر اذ لم ينفه اطلاقا ولكنه علق على ان سبب ذلك كان نتيجة لخرق من قبل قوات داعش في غفلة من القوات العراقية الماسكة للأرض. وفي الوقت الذي كان يجب فيه ان تكون اليقظة والحذر عاملان مهمان متوفران على مستوى وجود قواتنا امام عدو يمارس الكر والفر واسلوب المباغتة فان التراخي غير مطلوب اطلاقا لاسيما وان ما تم تحريره من مناطق قد تم بتقديم تضحيات غالية من الجيش العراقي و القوات الأمنية و كذلك بمساندة ابناء العشائر الغيارى . لكننا مازلنا لم نعد الخطط و الدراسات الخاصة بالحرب النفسية و أشاعتها بين منتسبينا وهي من التأثير ما يوازي الحرب بالعدة و العدد . وان مواطننا مازال يعاني من أهتزاز الثقة رغم ما تحقق من انتصارات باعتبار ان سقوط الموصل قد احدث هزة نفسية سلبية عميقة تركت اثارها العريضة على مستوى الشارع العراقي عموما . ان دروسا في الحرب النفسية مستنبطة من تجارب الحروب السابقة العالمية و المحلية وضرورة اعتبارها موادا دراسية وكحصة لا بد منها تلقى على المقاتلين بالتساوق مع حصص التدريب القتالي في الميادين سيجعل من المقاتل مسلحا بعلمية القتال الميداني و النفسي . فضلا عن زيادة ساعات بث البرامج التلفازية المتمحورة على نطاق الحرب النفسية ايضا سيكون عامل من العوامل المهمة في مواجهة داعش نفسيا و قتاليا . ان داعش الذي وصف باللاأخلاقية في كل شيء سواء التعامل مع الاسرى او المدنيين من ابناء المناطق التي احتلها وبما يضم من عناصر شابة تمرست على اساليب البث الالكتروني لا يتوانى عن انتاج برامج وفيديوهات مفتعله هدفها الاول والاخير التأثير على نفسيات ابناء الشعب ومن ضمنهم المقاتلين . وبعد انكشاف برامج وتعبويات التنظيم وما خطط له فانه بالمقابل يتوجب شحذ الهمم والاستعانة بالخبرات الاكاديمية من الاختصاصين في الحرب النفسية لتصبح مواجهتنا لهذا العدو اللاأخلاقي تعتمد على الرصانة العلمية بعيدا عن التطبيل والتزمير واللامعقول . وان اهمية الحفاظ على شكل ومضمون ما تحقق من انتصارات في عيون ووجدان الناس هو العمل الجدي الموضوعي والحقيقي لبناء قاعدة معلومات تساعد على بلوغ هدف ترجمه برامجيتها في التوجه النفسي – حيث ان الحرب النفسية هي من اصعب الحروب وان فهم طرائقها وكيفية اشاعتها بالشكل الذي ينسحب على كافة المستويات التعبويه والمدنية وتبرز فيها القتالية كأهم مفصل من مفاصل المواجهة ضد تنظيم داعش الارهابي . ---------------------------------- تحليلات سياسي أضيف بواسـطة : hassan التقييـم : 0 عدد المشـاهدات : 9585 مرات التحميـل : 844 تحميـل هذا اليوم : 0 تاريخ الإضافـة : 25/01/2017 - 10:29 آخـر تحديـث : 28/03/2024 - 12:27 التعليقـات : 0 رابط المحتـوى : http://www.ina-iraq.net/content.php?id=45200 رقم المحتـوى : 45200 ---------------------------------- وكالة الأنباء العراقية المستقلة Ina-Iraq.net