تقرير جديد يدعو لمشاركة عربية أكبر لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
أضيف بواسـطة
وكالة الأنباء العراقية المستقله - متابعه


تحتاج منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى المشاركة بصورة أكبر في تطوير التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجاتها المستقبلية، بحسب تقرير جديد نشر مطلع الشهر الحالي.

يستند التقرير الصادر عن مركز إتاحة المعرفة من أجل التنمية (A2K4D) بكلية إدارة الأعمال بالجامعة الأميركية بالقاهرة، ومركز ليفر هيوم لمستقبل الذكاء الاصطناعي (CFI) بجامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة والذي حمل عنوان “تخيل المستقبل مع الذكاء الاصطناعي: منظور الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ” إلى تاريخ وثقافة المنطقة الغنية وقدرة شبابها على استخدام التكنولوجيا كوسيلة للتعبير سواء من خلال تقديم نماذج الأعمال الأدبية المبنية على قصص الخيال العلمي أو عن طريق مشاركتهم الاقتصادية من خلال الشركات الناشئة المبنية على التكنولوجيا، التي تساعد في خلق نماذج أعمال جديدة تتناسب مع المستقبل، وتسهم في توفير فرص عمل في منطقة أغلب سكانها من الشباب.

قالت نجلاء رزق، أستاذة الاقتصاد والمديرة المؤسسة لـمركز إتاحة المعرفة من أجل التنمية بالجامعة الأميركية بالقاهرة والمسؤولة عن التقرير، “ربما تكون المنطقة ليست غنية بالتكنولوجيا مقارنة بالدول المتقدمة، لكن لديها رصيد ثري من الثقافة والتاريخ يظهر في السرديات التكنولوجية بأشكال مختلفة.”

المشاركة في الحوار العالمي

يأتي التقرير ضمن مشروع بحث السرديات العالمية للذكاء الاصطناعي (GAIN) وهي مبادرة لجامعة كامبردج مدتها أربع سنوات بغرض بناء شبكة من الخبراء حول العالم لتحليل تصورات الثقافات المختلفة حول مخاطر وفوائد الذكاء الاصطناعي. تعقد المبادرة سلسلة من ورش العمل التي تقام خارج المناطق الناطقة بالإنجليزية، مع مجموعات محلية متعددة التخصصات من الباحثين والممارسين من المجالات المتعلقة بسرد الذكاء الاصطناعي مثل علماء الخيال العلمي، والفنانين، وباحثي الذكاء الاصطناعي، والفلاسفة، والكتاب وعلماء علم الإنسان.


قالت رزق “مشاركتنا في هذه المبادرة فرصة ممتازة لضم صوت منطقتنا العربية إلى منصة الحوار العالمي حول سرديات الذكاء الاصطناعي” مشيرة إلى أن التكنولوجيا الحديثة، خصوصا ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي عادة ما يتم تطويرها في الدول المتقدمة تكنولوجيا استجابة للاحتياجات التي تتطلع إليها شعوبها وبما يعبر عن ثقافاتها هو ما يمكن أن ينتج عنه نوع من عدم المساواة، نظرا لعدم مشاركة باقي دول العالم باحتياجاتها في تطوير هذه التكنولوجيا.

ليست صحراء تكنولوجية

يدحض التقرير الفكرة الشائعة عن المنطقة بأنها صحراء تكنولوجية خالية من الأفكار والتطور الحقيقي للتكنولوجيا، ويكشف عن وجود واحات تكنولوجية ثرية تنمو بشكل سريع، وتمزج بين تأثير الثقافة الغربية والشرقية والمحلية، ولها خصوصيتها المستقلة. 

على سبيل المثال؛ يتم دفع  التطور التكنولوجي بسرعة فائقة من جانب الحكومات في الإمارات العربية المتحدة وقطر، وكذلك في الدول الأقل ثراء مثل مصر وتونس والأردن، وغالبا ما تكون هذه المبادرات  متأثرة بالنماذج الغربية على عكس التيار الآتي من  المجهودات الشعبية والشركات الناشئة، التي عادة ما تعتمد علي تكنولوجيات بسيطة وتقنيات محلية تعكس المفاهيم الخاصة بالأفراد.


قال توماس هولانك، الباحث في وسائل الإعلام والتكنولوجيا بجامعة كامبريدج وزميل طالب بمركز ليفرهيوم لمستقبل الذكاء الاصطناعي، “تعتبر القصص حول الذكاء الاصطناعي التي ترتكز على حقائق الأشخاص الذين يعيشون في الشرق الأوسط هي أفضل وسيلة لاستكشاف الرؤى المحلية للمستقبل باستخدام الآلات الذكية.” يعتقد هولاند انه من الأهمية أن تعكس هذه الرؤى رغبات واحتياجات الناس من المنطقة – بدلاً من فصلها عن سياقها واستيرادها من مكان آخر، لا سيما الغرب الناطق بالإنجليزية.

الخوف من سيطرة الصورة النمطية

يتخوف التقرير من سيطرة الأفكار النمطية في التفرقة بين الرجل والمرأة على مستقبل الذكاء الاصطناعي بالمنطقة، ويعطي أحد الأمثلة على ذلك  من خلال مسلسل كوميدي عرض في الثمانينيات، يظهر الإنسان الآلي من النساء كخادمة سميت “روبي” تستجيب للأوامر التي تأخذها من الشخصية الرئيسية بالمسرحية والممثلة في رجل.

على عكس ذلك، ظهر “ابن سينا” أول روبوت يتحدث العربية في الإمارات ليرمز إلى التراث العلمي في المنطقة، وهو رجل يعكس القوة والحكمة، وهي سمات الرجولة في المجتمعات الأبوية، ومثال محلي آخر هو الروبوت “ذكي”، وهو روبوت دردشة يستخدم في الخدمات البنكية عبر الإنترنت، ويعكس سيطرة الرجال على القطاع المالي، وهي أمثلة تشير إلى اتجاه أكبر نحو تجسيد الأفكار النمطية حول المرأة.


يعتقد هولاند أنه يمكن أن يكون للروايات تأثير مباشر على كيفية تصور التقنيات وتطويرها. على سبيل المثال، فإن تمثيل مجموعات معينة على الشاشة يمكن أن يكون له تأثير واقعي على من يقوم بأداء وظائف معينة: فكلما ظهر عدد أكبر من باحثات الذكاء الاصطناعي في الأفلام والمسلسلات، زاد احتمال أن تسعى الشابات الطموحات للحصول على مهنة في أبحاث الذكاء الاصطناعي.

قالت رزق ” نأمل في واقع ومستقبل أفضل للمرأة العربية بعيدا عن أي قوالب نمطية، وهو ما سوف ينعكس بشكل طبيعي علي تصويرها في السرديات التكنولوجية.”

يعتقد محمد زهران، أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة نيويورك، أن هناك معوقات تواجه تقبل المنطقة لتطوير الذكاء الاصطناعي، من بينها الخوف من تلاشي الوظائف، والخوف من هيمنة العالم الغربي عن طريق السيطرة على سوق التكنولوجيا وهو ما أبرزه التقرير أيضاً.  إذ قال التقرير “أن وجهات نظر ما بعد الاستعمار لا تزال تؤثر بشكل كبير على تصورات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإمكانية تحقيق فوائد الذكاء الاصطناعي بالكامل – سواء في المنطقة أو بين مواطني منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أو خارجها.

لكن زهران يعتقد مع التقرير بقدرة المنطقة على التغلب على هذه المعوقات، بما تمتلكه من إمكانيات ومواهب وشركات ناشئة في الذكاء الاصطناعي إضافة إلى القدرة على إستئجار أجهزة الكمبيوتر العملاقة التي أصبحت  متوافرة حاليًا.

قال “المعروف أن التكنولوجيا غربية، لكن التقرير يلفت  نظر العالم إلى منطقة الشرق الأوسط وما يمكن أن تسهم به من أجل تطوير مستقبل الذكاء الاصطناعي. نحتاج فقط القدرة على اكتشاف الموهوبين وتوظيفهم بشكل صحيح لبناء قاعدة لتطوير التكنولوجيا.”

رابط المحتـوى
عدد المشـاهدات 1845   تاريخ الإضافـة 15/07/2021 - 16:28   آخـر تحديـث 28/03/2024 - 17:36   رقم المحتـوى 82266
جميـع الحقوق محفوظـة
© www.Ina-Iraq.net 2015