لماذا.. يموت مبدعونا مبكرا ؟
أضيف بواسـطة

وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,, 

فؤاد العبودي

صوتا خفيا مع الاستحالة بالتواصل مع مبدع عاصرناه حيث تتساقط أوراق حياته و هي في ذروة الاخضرار في حالة نموها تثمر الشجرة .. اذ تتبدى  أسماء مبدعينا الذين قرأنا في ثمارهم ما هو أحلى و أبهى من أي نتاج آخر يشهده العصر الحالي .. لكنهم تساقطوا واحدا تلو الآخر .. ما السبب ؟ و في خضم هذا الوضع المتردي لحال مبدعينا نتسائل هل يعتبر موت المبدعين مبكرا في المجتمعات النامية ظاهرة قائمة .. و ما هي السبل الكفيلة لوقفها ؟ ان انتهاك صفة المبدع بطرق تقترب من شجن الروح و موتها من قبل المسؤولين عن استمرار هذه الصفة باعتبارها لونا من الوان العطاء الأنساني الذي يغفر لصاحبه ما يقدمه من قيمة الابداع التي تستجلي أواصرها في مجتمعات اخرى تحترم كينونة المبدع و ترسم حالة استثناء  لما هو موجود في هذا المجتمع -  فمنذ حركتني جذوة الشجن, شجن شهود تساقط أوراق ما زالت خضرتها اليانعة  تشهد بأن قدرة فرز الرحيق ما زالت طرية لكنه و مع ذلك يتوقف تواصلها ..

نحن لا نناقش الموت ( القدري ) باعتباره  شيء مقبول خاضع للقضاء و القدر .. الا أننا لا بد من تسمية الأشياء بأسمائها .. يتوجب الكلام و الجواب على سؤالنا ما هي المبررات الحقيقية التي وضعت  مبدعينا في خانة ( الموت المبكر ) و هل في هذا أسباب تدعونا الى الكيفية التي يجب من خلالها احتضان المبدع و تقييمه فكريا و ماديا .. كما أننا مدعوون كمسؤولين عن الثقافة و الابداع بدراسة السبل الكفيلة لمراجعة واقع عشناه و هو ابتعادنا عن المبدع  في حالة انفراده  عن الحياة و عزلته الاجبارية .

ثمة ملحقات اخرى لأسباب موت المبدع مبكرا و هي استحالة  التواصل مع حال ان هذا المبدع يعيش في أجواء الحاجة الى رعاية و تقديم ما يؤجج في ذاته كل توافقات العيش ضمن دائرة الابداع التي ستضل شعلتها قائمة و مضيئة ... حالة لا يمكن فصلها عن مجمل حلات المجتمع المتطور الذي يرى في المبدعين علامة فارقة من علامات تطوره و انتهاج الطريق  اللائقة للمضي قدما لتقديم أرقى و أسمى ما يبدعه .. حينما تأخذنا العزة بالنفس الأخرى لقطع طريق التنمية الابداعية عندما نرى فيه طموح الابداع و تواصله..

غيمة سوء التواصل من المعنيين بشؤون الثقافة تخيم على سماء مبدعينا و يراد لهذه الغيمة السوداء انقشاعها و بلورة واقع ينسجم مع تطلعاتهم الانسانية و ابداعهم الثر ...

نحن و في ولوجنا داخل واقع هذا الموت المبكر للمبدع نواجه مشكلة مستديمة لا يمكن تأثيرها ضمن المصادفات أو هي مشيئته القضاء و القدر رغم ايماننا بالقضاء و القدر بل هي في حاجة الى دراسة و تحصيل نتائجها بالفعل اليقين الذي يقي مبدعينا من عوزهم الحاد و اشعارهم أنهم في صف المجتمع الأول و هم بهذا يجسدون ملحمة الأنسان و شروعه في تنقية النفوس التي تستلهم آفاق و طموحات الرغبات الإنسانية في وصولها الى المبتغى الأهم في الحياة ..

هي احساس قبل كل شيء .. احساس بالجمال و الفن لذلك ينبغي على المسؤولين عن الثقافة التفكير مليا بوضع المبدعين الذين يتسربون رحيلا لوضع النقاط على الحروف من أجل حياة حرة مبدعة ..


رابط المحتـوى
عدد المشـاهدات 547   تاريخ الإضافـة 22/02/2023 - 13:05   آخـر تحديـث 28/03/2024 - 14:10   رقم المحتـوى 94704
جميـع الحقوق محفوظـة
© www.Ina-Iraq.net 2015