وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
اصواتكم ملك
لكم... فلا تبيعوها في سوق النخاسة
فؤاد العبودي:
ولا اريد الذهاب بعيدا ((فلا أستثني)) أحدا كما قال الشاعر مظفر النواب
يوما وهو يلقي قصيدته على مسامع كبار مسؤولين العرب..
استثني فقط من يمتلك بين جوانحه ضميرا وطنيا خالصا... ولن نجد أصحاب هذه
الصفة الا عند البسطاء من أبناء الشعب الذين ((يضعون الله بين عيونهم))
باعة الكلام وعلى اختلاف انواعهم وهم يسحبون عربة ادعاءاتهم الفارغة...
والفارق كبير بين عربة مملوءة بما يسر القلب ويشرح الصدر وعربة ليس فيها سوى ((تسقيط))
كلام....
غنى المطرب الكبير سعدون جابر اغنيته الشهيرة ((بياع كلام)) معاتبا حبيبته
الذي قضى معه شطرا من العمر ليستفيق على خداع ما كان يسمعه....
نواب المصادفة اللعينة الذين رشحوا أنفسهم مقابل بيع المواطنين لأصواتهم..
بيعا مجانا... لمجرد ان هذا النائب استطاع بناء الكلام؟
ان يصور لهم جنة احلامهم على ورق التوت وعسل الحياة المترفة ليستيقظوا على شخص
يأكل لحومهم وهم أحياء...
وزراء... ما كانوا يتصورون يوما جلوسهم على ريش النعام... هم بعملية بسيطة
قدموا ما عندهم من كلام خدعوا به مواطنونا الذين ينطبق عليهم المثل على حس الطبل
خفا يا رجلية وهكذا نكتشف اللعبة فيفاجون
بارتقان الوزير للعبة القط والفار..
مواطن يقول:
لماذا تلوموننا على منح اصواتنا لهؤلاء....
وجندناهم امامنا وقلنا أبناء وطننا... فهل نستعير نوايا من موزمبيق كل مرة
نجدهم ذاتهم بكلامهم الذي يشبه قصائد الغزل فيسيل العاب اعجابنا ونتصور ان انهار
الحليب ستجري من تحتنا....
واصواتهم اليست غالية.... لماذا تبيعونها لمن لا يستحق بهذه الطريقة....؟
يعني انصر اخاك ظالما او مظلوما؟؟؟
القضية أصبحت هكذا على ما يبدو...
صوت الانسان يعني حريته.... يفقدها وبه ينتزعها من مخالب الطغاة والظالمين
وما يميز الانسان عن غيره من المخلوقات هو الصوت... وبدونه قد يفقد حتى ابسط
مقومات وجوده...لذلك ينبغي ان يكون للصوت معايير من التحسس تجاه من عملوا على
تغيبه...
وهي ليست مساومة بقدر ما هي عملية ديمقراطية كمل يجب ان تكون... هكذا فهمنا
الديمقراطية.
هل انت مؤمن بالديمقراطية؟
يجيب المواطن جعفر صادق ((دبلوم حاسبات)) المعروف عن الديمقراطية في بلدان
العالم المتحضرة هي هكذا اكننا صحونا من غفلتنا ووجدنا ان الديمقراطية المعهودة هي
ليست التي تدار رحاها في العراق وانما ديمقراطية تريد ارنب اخذ ارنب تريد غزال اخذ
ارنب وفي كلا الحالتين أصبح الشعب خاسرا...
أي بمعنى ديمقراطية هلهلي بالله يسمره هلهلي...هلهلي.... وخلي يسمعونك هلي
في دواوين السلف تجري المساومات على الأصوات ويتصدر صاحب الصوت الديواني
مدافعا ظالما اوعادلا وحين يحصر في زاوية ضيقة هكذا عندنا الصديق علي حسين ضميره
وعنوان رجولته وقيمته الإنسانية التي يتصف بها...
والحال ذاتها في عالم النسوان التي كثيرا ما تنتهي اللعبة من هذا المشهد
المترامي الاطراف....
ازمة الصوت الحر
في العراق نعيش ازمة كيف نواظف صوتنا ولا نتركه هكذا كيف تشاء صوت العراقي
يقول المواطن ((نهاد رعد القاصد)) ناشط مدني ما زال ليس بالمستوى المطلوب..
ما الذي تريد قوله بالضبط
أقول لك يا صديقي...
في مصر ظل فيها المتظاهرون عامين كاملين يفترشون الشوارع نحن مع الأسف
ستبقى نهدر بأصواتنا الى ما لا نهاية...
من النواب والوزراء صعدت الى مراكز القرار واشبعت تخمة المال والبطون كان
الصوت العراقي وراء صعودها...
معيار الصوت الحقيقي
قال لي احدهم وهو يستعرض مشاهد التظاهرات ويذكر انها ليست سوى لأسقاط احدهم
في الر يف وحيث يجنح الليل بردائه وبطرفة فيها من نوع من حلاوة العتب يرد صاحب
الدار((هو انت صحت بصوت عالي بعد منو يظل كاعد..))
وتتداخل الأصوات كل صوت ... يحاول صاحبه اثبات أهميته من خلال حوار مضيفنا
ولا يستجيب لاي صوت غريب عنه الا بعد سماع صوت امه حينما اخفيت بعض النسوة وراء
ستار...
ولكل شخص نبرة صوت الاخر.... ويتخوشن
الصوت هند مراحل العمر... الا في النادر فما يكون عليه شخص ما وقد تقدم
بالعمر لكن صوته ناعم وعلى العكس من ذلك تجد شابا يافعا يمتلك صوتا خشنا أقرب الى
صوت رجل في الستين.
ويتسع مدى الصوت على يد شكسبير في مسرحية هاملت... الذي تحيط به الأصوات
أصوات ميز من بينها صوت ابيه الذي قتل غدرا على يد عمه طمعا بالقرش وبتدبير من
امه...
خيانة ما بعدها خيانة.
صوت الام المخادع بالحنان لولدها هاملت الذي يتناهى اليه عبر الظلمة كاشفا
له مساحة الغدر والخيانة...
وصوت والده الذي يعمق فيه روح الانتقام....
واصواتنا المذبوحة على منصة مجلس النواب وهي غائبة من حناجر الدفاع عنها من
نواب الشعب....
واصوات تدفن وتنقطع وتحمل معها اسرار....
واصوات مبهمة لا تعرف ماذا يريد أصحابها راويهم فن وتهديف يله تفنن بأقدامك
المهم هنا في كل هذا المنتج من الأصوات.. هو ان الشعب مط\الب بعدم بيع صوته
في سوق نخاسة السياسيين...
ولهذا وجدنا ان صوت الحكومة المطالب بسحب تركيا لقواتها قد مات لأنه لا يكن
صوتا فاعلا ولا قادرا على زرع الرهبة في قلوب المحتلين الجدد من الا تراك. |