وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فؤاد العبودي:
الساعة أمامي بأرقامها الواضحة... الوقت فيها يمشي سريعا... وأنا على موعد
في هذا اليوم.. الموعد يلزمني ان أكون فرحا... والفرح قد غادر عالمي منذ غادر
عالمي منذ زمن... التي على موعد معها تحب المزاح... وانا جاد في كل الأوقات أتتبع
نوتة الحزن وهي مكتوبة على لوح حياتي... كيف الامر... وماذا سأفعل...؟
دقائق الساعة تسير بشكل جنوني لتشكل ساعة بعد ساعة.. يا ألهى... نجني من
ساعة الموعد... او... أدركني من الساعة ذاتها التي تنقلب فيها الاحداث وبتعين عليك
تعيين مواضع الخطر بعد ان يقع!!
يقول الله سبحانه وتعالى ((الساعة اتية لا ريب فيها)) وبذلك يرجو العباد
الذين يتصورون موعد الساعة ان هذا اليوم أت ولا شك في تحديد موعده وساعته.. هي
الساعة التي تقيم في إيصال خبر ما... ولا تأبه لها أو حدوث ايقاعها لكنها أتيه...
نحن ننتظر اليها في البيت او الدائرة ونعد ما يمر من وقت علينا نحسبها ساعة تشير
الى ثمة موعد... او لقضاء وقت ما... الا انها تؤشر دون جدال... أنها الحد الفاصل
بيننا وبين ان تؤتي الأمور على حساب ما مضى.. او نعدها لنعد معها العمر المتبقي...
تشتري الساعة لتعرف كم يمضي الوقت من عمرنا ولا نحسب للعمر بقية من
الأيام... فوضى ما نعيش وفوضى نعبث بالأيام...
وفوضى في المواعيد التي نضربها للأخرين من أصحابنا.. وفوضى في كل شيء..
يخاف البعض من البشر حين يحدد لنفسه قيمة ما يعيش في هذه الدنيا بل يعتقد
انه يعيش الى نهاية عمره بما يتعامل ويصرف ما في جيبه وينسى ساعة الخلود التي
تقتضي ان نستجيب لموعدها وهي اتية بالوداع الأخير.. ياله من موعد قاس وضراوة في الاحتمال..
وعذاب في وداع من تحب.. وتفارق..
هل حسبنا المعاناة في تلك الساعة المؤشرة في حياتنا... هل يبقى ذلك الاعتقاد
قائما من أننا سنعيش العمر كله دون ان يكون له حدود نهائية...
أنا اكتب ذلك.. وكلنا ينتظر ساعته.. |