وكالة الأنباء  العراقية المستقلة بغداد ,, 

فؤاد العبودي:

بدأ عبد الحليم حافظ حياته الغنائية بملحمة العذاب حين اعترضت فحص المغنيين وكان الأسطورة أحد هؤلاء فخرج يمشط شوارع القاهرة مشيا على الاقدام وتحمله الاماني العريضة بصوت يشق عنان السماء ولكن لا قائدة حتى أحد المعترضين على عبد الحليم حافظ وهو من بين أعضاء اللجنة المذكورة كان عمره قد تجاوز الستين عندما عبر الشارع كادت ان تصطدمه سيارة فوقف عبد الحليم الى جانبه ورفعه بعيدا عنها فنجى من الحادث... ونظرتي وجه العندليب وتبسم ثم قال الست انت الشاب الذي اعترضت عليه فقال له العندليب اجل يا سيدي هو انا فقال له لماذا انقذتني.. فرد عبد الحليم لا حفظك للموسيقى العربية.. فأسف الرجل ثم مضى...

وكان صوته محبوبا... فكانت أجمل يوم في حياته كلها

((كان يوم حبك أجمل صدفة)) الاغنية التي أراد منها عبد الحليم حافظ ان يعلن عيد ميلاد الصوت الطروب.. طبعا لم تكن تلك الاغنية في مفتتح عهد العندليب الأسمر فقد كانت هماك اغان سبتت هذه الاغنية مثل توبة... ومن اد ايه كنا هنا... وغيرها في سجل المطرب الذي ما زال يتربع على عرش الاغنية العربية رغم ظهور أسماء كانت قد ظهرت من بعد رحيله...

لكنها لم تحظى بهذا كل أغاني الأسطورة كانت تشكل له قصة... وقصة مغناة من الطرب الأصيل ومن شحنة التعبير العاطفي الإنساني الذي لم يخلق باي شخص كان...

مؤلفون الأغاني وأبرزهم محمد حمزة الذين كانوا يقدمون بتهمة نصوصهم للعندليب الأسمر عبد الحليم الحافظ كان هو يرسم خطوطها العريضة وكان هو الذي يطلب منهم محتوى الاغنية...

لقد كان عبد الحليم حافظ عاشقا فطريا ولم تجعل منه الأغاني عاطفيا... حتى حظي بهذه الشهرة العالمية وليس العربية ... فهو مصمم على غزو قلوب العذارى من الفتيات وما تلى ذلك من النسوة العربيات اللاتي كانت قلوبهن تتفتت تبلك الأغاني وكأنما يغني لهن وليس لجيل او لأجيال كاملة.

لقد ملك عبد الحليم حافظ الاسم المميز في عالم الغناء والطرب العربي قلوب كل من سمعه... ورسم الحزن فيها وحين سألوه فقال ان الحزن اكسير الحياة.

هذا هو عبد الحليم حافظ.... وتلك انشودته التي خلدة فيها التاريخ الغنائي العربي..