بسمة لطيف/
خاص وكالة انباء العراقية المستقلة بغداد ,,
واجه
العراقيون خلال أعوام الحصار بزمن النظام المباد الذي استمر بعد احتلال للبلاد عام 2003- معاناة إنسانية كبيرة بسبب
حرمان البلاد من المواد الغذائية والأدوية وأبسط مقومات الحياة، وصلت إلى منع
استيراد الأقلام الرصاص للمدارس العراقية، بذريعة الخشية من استخراج الرصاص
وإذابته واستخدامه في صناعة الأسلحة، كما منعت توريد سيارات إسعاف للمستشفيات
العراقية، بحجة أنها يمكن أن تحوّل إلى سيارات عسكرية.
كما عاش
العراقيون حالة من القهر والهوان تمثلت في مشاهد مؤلمة توجع القلب عندما كانوا
يصطفون في طوابير طويلة من أجل الحصول على طبقة بيض أو دجاجة، وباتوا -وبعضهم كان
من نخبة المجتمع وصفوته- يحلمون برغيف الخبر وبكيفية جلب قوت يومهم، وكانوا
يتسمرون أمام شاشات التلفزيون، انتظارا لمكرمة الرئيس العراقي صدام حسين، بمنح ربع
كيلو عدس لكل فرد أو علبة زيت وما شابه، تسبقها دعاية هائلة، في وقت كانت تنعم فيه
القيادة العراقية وأعوانها بمباهج الحياة.
والان.. بعد
الخلاص من حقبة زمنية ظالمة واعطاء الحكم وفق الاسلام السياسي ومن هم تكفلوا سد
الجوع العراقي ووضعهم بمعزل عن الجوع والتشرد والحرمان. هنا حضر التيمم قبل الماء
واستبدلنا بوابة الكنائس والجوامع كمحط للاستوطان.. والجدارة بذكره هو حال الشاب
العراقي اليوم ان يعمل حمالا مع ولديه عند النهار.. وليلا يتوسد بوابة احدى
الكنائس في منطقة الكرادة لينام مع ولديه
وهو الوطن
الذي يحثنا ان نرفع به رايته وان كان العامود ذراع عربة |