بغداد/ إعلام اللجنة الأولمبية ,,
بعد كل اربع سنوات تعاد ذات الأسئلة ويتجدد نفس الجدل حول حضورنا في الدورات الأولمبية ويكاد الكل في وسائل الاعلام وعلى مستوى المسؤول والمتابع الهاوي للرياضة يطرحون سر عدم ارتقاء رياضيينا منصات التتويج او الاقتراب منها ولم يتغير الحال بعد مشاركتنا في أولمبياد باريس التي اختتمت آب الماضي
الاكاديمية الأولمبية العراقية ناقشت الموضوع من زاوية فلسفية عن طبيعة المشاركة في الدورات الأولمبية منذ ان ظهرت لأول مرة قبل الميلاد وبعد ان بعثها المربي البارون بيير دو كوبريتان عام 1896 وذلك في كتاب بعنوان " الاولمبياد.. جدلية المشاركة والانجاز " اذ يسلط مؤلف الكتاب الدكتور هادي عبدالله العيثاوي مدير الأكاديمية الضوء على طرفي المعادلة ( روح المشاركة ونشوة الإنجاز ) مؤكدا على أهمية تحديد فلسفة واضحة للرياضة العراقية ومن ثم التحرك على كل الأصعدة والمستويات في ضوء هذه الفلسفة وقد كتب في تحديد هوية الكتاب " ان هذا الكتاب يسعى الى طرح أفكار على مدى افق بعيد لصانع القرار الرياضي وللأداري الرياضي وللمدرب واللاعب والإعلامي والقارئ الباحث عن الثقافة الرياضية الرصينة ..وهذا يقع في صلب مهمات الاكاديمية الأولمبية ولنا الشرف ان ننهض به . فهو يجتهد لرسم مجتمع مؤهل لأنجاب ابطال رياضيين وبشكل طبيعي بعد ان تحدد فلسفة الرياضة وأهدافها وبعد ان تشيع الثقافة الرياضية الحقيقية بين الجمهور ووسائل الاعلام لا سيما الجديدة منها التي صارت عنصرا معرقلا في كثير من الأحيان .
هذا الكتاب معني بالمقام الأول ببناء المجتمع القادر على التعامل مع الرياضة كما أراد لها الفلاسفة منذ ملحمة گلگامش في بلاد بين النهرين والحضارات القديمة والاغريق والعابهم الأولمبية ثم الحضارة العربية الإسلامية واهتمامها بالرياضة فكرا وممارسة ثم الألعاب الأولمبية الحديثة وباعثها البارون بيير دي كوبرتان , فالجدلية قائمة بين روح المشاركة ونشوة الإنجاز الا ان الجديد هو ان الإنجاز اصبح هدفا وحيدا لدى الكثيرين وهذا ما لا يتفق مع حقيقة الرياضة والمبادئ الأولمبية التي تنظم مسابقاتها , لذا لابد من تحديد فلسفتنا الرياضية ومن ثم رسم خططنا في اعداد المجتمع الكبير وكذلك المجتمع الرياضي الصغير على ضوء هذه الفلسفة او الرؤية او المنهاج من غير الخضوع للضغوط التي تحمل راية الاحتراف وحدها في البيئة الرياضية ."