وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
بقلم: فريد هلال
كُلُّ واحدٍ مِنَّا هُوَ بَطلُ
حِكايتِهِ الخاصَّةِ،
يَعيشُ فُصولَها يَوْمًا بَعدَ يَومٍ،
دونَ أنْ يَختارَ السِّيناريو الَّذي
سَتَمضي عَلَيهِ الأَحْداثُ.
نَكتُبُ قَصَصَنا بِمِدادِ مَشاعِرِنا،
نَضَعُ فُصولَها الأُولى فِي لَحظاتِ
الطُّفولةِ،
ثُمَّ تَزدادُ تَعقِيدًا مَعَ مُرُورِ
الزَّمَنِ.
نُخرِجُها كَما يُمليهِ عَلَينا
الوَاقِعُ،
وَنُضيفُ إِلَيْها مُوسِيقَى الأَمَلِ،
كَي نُخَفِّفَ مِنْ وَقْعِ الأَلَمِ
الَّذي يَعصِفُ بِقُلُوبِنا أَحيَانًا.
فِي حَياتِنا، نَكُونُ مُمَثِّلِينَ
وَمُخرِجِينَ،
وَأَحيَانًا مُجَرَّدَ مُشاهِدِينَ.
نَشهَدُ لَحظاتِ الفَرَحِ الَّتي
تَدفَعُنا لِلضَّحكِ،
وَلَحظاتِ الحُزنِ الَّتي تَجعَلُ
العُيُونَ تَدمَعُ.
تَسقُطُ بَعضُ الشَّخصِيَّاتِ مِنْ
حَياتِنا،
بَينَما يَبقَى البَعضُ الآخَرُ
لِيُكمِلَ مَعَنا المَشوَارَ.
وَمَعَ كُلِّ مَشهَدٍ مُؤلِمٍ،
نَصْحَكُ كَي نَتَمَاسَكَ،
وَنَبْكِي حِينَ تَخذُلُنا قُوَّتُنا،
وَنَتَأَلَّمُ حِينَ لا نَجِدُ
تَفسيرًا لِما يَحدُثُ.
لَكِنَّ وَسْطَ هَذِهِ الدِّرَامَا
المُتَوَاصِلَةِ،
نَتَعَلَّمُ أَنَّ الحَيَاةَ لا
تَتَوَقَّفُ عِندَ مَشهَدٍ مُعَيَّنٍ.
كُلُّ حُزنٍ يَعقُبُهُ فَرَحٌ،
وَكُلُّ دَمعَةٍ يَعقُبُهَا
اِبتِسَامَةٌ.
نُعِيدُ تَرتِيبَ أَدوَارِنا،
وَنُمنَحُ أَنفُسَنا فُرصَةً أُخرَى،
وَنُضيفُ فُصولًا جَدِيدَةً إِلَى
الحِكايةِ،
فَالحَيَاةُ تَستَمِرُّ حَتَّى حِينَ
نَظُنُّ أَنَّ السِّتَارَ قَد أُسدِلَ.
وَفِي كُلِّ مَشهَدٍ مِنْ حَياتِنا،
يُرافِقُنا الأَمَلُ كَأَنغَامٍ
خَلفِيَّةٍ،
تُعِيدُ لِقُلُوبِنا نَبضَهَا،
وَتَمنَحُنا القُوَّةَ لِلاستِمرَارِ.
وَرَغمَ الأَلَمِ الَّذي قَد يَطفُو
عَلَى السَّطحِ أَحيَانًا،
نَتَذَكَّرُ دَائِمًا أَنَّ الدِّرَامَا
الَّتي نَعيشُها لَيسَت سِوَى جُزءٍ مِنْ حِكايةٍ طَوِيلَةٍ،
نِهَايَتُهَا بَيْنَ أَيدِينَا.
لِذَا...
لِنَكتُب دِرَامَانَا بِوَعْيٍ،
نُضيفُ إِلَيْهَا الحُبَّ،
الأَمَلَ،
وَالِابتِسَامَةَ،
وَنَتَذَكَّرُ دَائِمًا أَنَّ
المَشَاهِدَ الحَزِينَةَ لَيسَت النِّهَايَةَ،
بَل هِيَ بَدَايَةٌ لِفَصلٍ جَدِيدٍ
مَلِيءٍ بِالنُّورِ.
فَالحَيَاةُ رَغمَ كُلِّ شَيءٍ...
تَستَحِقُّ أَن تُعَاشَ. |