وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,, ---------- فريد هلال ,,
وطنٌ... تلكَ الكلمةُ التي لا تختلفُ بأيِّ لغةٍ، تنطِقُها الأرواحُ قبلَ الألسنةِ، ويشعرُ بها القلبُ مهما تغرَّبَ الجسدُ.
وطنٌ هو الذي يحركُ كلَّ الأحاسيسِ، حين نضحكُ... هو السببُ، وحين نبكي... هو السببُ، وحين نصمتُ، يكونُ هو الحاضرُ الغائبُ في صمتنا.
هو المتحكمُ بدموعِنا، تارةً فرحًا حين يزهرُ السلامُ، وتارةً حزنًا حين تعصفُ به العواصفُ.
وطنٌ هو الأبُ الذي نعيشُ في حضنهِ، نختبئُ فيهِ من صقيعِ العالمِ، ونهربُ إليهِ كلما اشتدتْ غربتنا.
هو الذي جعلَ الأوكسجينَ أطيبَ ما نتنفسهُ، حين يمرُّ من بينِ نخيلهِ، أو يأتي ممزوجًا برائحةِ ترابهِ بعدَ المطرِ.
هو الذي جعلَ قطراتِ المطرِ ليستْ مجردَ ماءٍ، بل رسائلَ حبٍّ تهطلُ من السماءِ لتروي أرضًا اشتاقتْ للعناقِ.
في النهاية... نحنُ لا نعيشُ على الأرضِ فقطِ، نحنُ نعيشُ في وطنٍ، والفرقُ كبيرٌ بينَ المكانِ والروحِ.
وطنُ العيونِ وملجأُ الأنفاسِ نبضُ الحياةِ ومجمعُ الإحساسِ يا منْ سكنتَ القلبَ رغمَ جراحهِ تبقى الحبيبَ وموطني ولباسي لو غبتُ عنكَ، فذكركَ في دمي كالضوءِ يجري في دُروبِ الكاسِ |