وكان في استقباله رئيس المهرجان، علي الشلاه، حيث أجريا جولةً شملت عدداً من المعارض الثقافية والفنية المصاحبة، من بينها معرض الكتاب، ومعرض الفنون التشكيلية، ومعارض أخرى تمثل انساق المشهد الإبداعي العراقي.
وفي جلسة حوارية مخصصة ضمن فعاليات المهرجان، استعرض أبورغيف التحولات التي شهدتها الثقافة العراقية منذ مئة عام، ليستغرق في الحديث عن هذه التحولات وأبرز الظواهر والإشكاليات التي رافقت المشهد بعد 2003 ولغاية اليوم، مشيراً إلى التحديات البنيوية والثنائيات المعقدة التي تواجه المشهد الثقافي في ظل التأثيرات الرقمية المتسارعة والمنصات المفتوحة.
وأكد أن الإعلام والثقافة يشكلان ثنائياً استراتيجياً في بناء الوعي العام وترسيخ الهوية الوطنية، مشدداً على أهمية إعادة هيكلة الخطاب الثقافي بما يحمي التراث العراقي الزاخر من التآكل، في ظل العولمة الرقمية والتسارع المعلوماتي.
كما تطرق الحوار إلى دور الإعلام الوطني في ترسيخ الدولة المدنية والمؤسساتية، وأهمية دعم خطاب الدولة في مواجهة الفوضى الرقمية والمعلوماتية مع الالتزام بمبادئ حرية التعبير دون الإخلال بالثوابت الوطنية والأمن المجتمعي.
وأشار أبورغيف إلى أن الهيأة تبذل جهوداً واسعة في تنظيم العلاقة مع المنصات والمؤسسات والجهات المختلفة، وفي مكافحة المحتوى الضار وخطاب الكراهية، عبر اللوائح والقوانين النافذة، وتعزيز أدوات الحماية الرقمية للمستخدمين.
وتناول اللقاء التحديات التنظيمية والتقنية في التعامل مع الشركات العالمية، وأهمية الإعلام في حماية الهوية الثقافية، إلى جانب تأكيد الاستعداد الكامل للهيأة لدعم المبادرات الثقافية من خلال وسائل الإعلام الوطنية.
وشدد أبورغيف على أن الإعلام يبقى شريكاً فاعلاً في البناء السياسي، وبناء الثقة بين المواطن والدولة، من خلال خطاب متزن يُعزز التماسك الاجتماعي والمسؤولية الوطنية.
وتناول الحديث الإعلامي لرئيس الهيأة، ملف التحول الرقمي وتطوير البنية التحتية الإعلامية والتقنية، ومفهوم السيادة الرقمية بوصفه ركيزة أساسية في رسم السياسات الإعلامية للدولة، مع الإشارة إلى التعاون القائم بين الهيأة والجهات الحكومية المختصة في ملفات الأمن السيبراني وتنظيم الفضاء الرقمي.