وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فيصل سليم ,,
عندما نفقد الاحبة يعني اننا لا نرى
صورهم ولا نسمع اصواتهم ولا نحاورهم، يرحلون الى الابد تاركينا وسط عالم قاسي لا
يواسي احزاننا نتوسل الصبر ان يسعفنا من الغرق في بحر الاحزان المظلم احباء يحيطون
بنا نبادلهم الشعور بالمحبة نقضي معهم احلى اللحظات من الجلسات والسمر والاحاديث
المهمة حتى تغمرنها السعادة لوجودهم وبمجرد ملاقاتهم نشعر بالسلام وبقربهم نستمد
منهم القوة لملاقاة الصعاب يربطنا بهم الدم وصلات القرابة وتشدنا اليهم الذكريات
نحس بقربهم حتى وان ابتعدوا لا تبعدهم عنا مسافات او الاختلافات وفجاة يرحلون عنا
ويبعدون ن انظارنا ذاهبين لعالم لا عودة له تاركينا نكابد الاحزان من غير مؤاسي
وسط الذكريات المؤلمة التي تبعث الحزن وتفطر القلب الذي لا يجد جوابا الا دموع
العيون وتدفعنا الفجاءة في غيابهم لعدم تقبل الامر برمته وعدم تخيل مقدرتنا على
المضي بالحياة دونهم لا نمتلك الا صورهم او ترق علينا باستدراج اطيافهم ورغم مضي
الحياة بفرحها وبؤسها غير اننا نحتاجهم في كل لحظة ونتذكرهم في كل يوم ونشعر
بالحاجة اليهم دائما ومعرفة مقدار ما يشغلونه من فراغ في حياتنا اليومية وتدفنا
هذه المشاعر الحزينة الى البحث عنهم في اشياءهم في صورهم او حتى البحث عن شخص
مشابه لهم لنشعر بالارتياح لمجرد النظر او الاقتراب منه اننا نفتقدهم ونحس ان
السنين التي انصرفت معهم ما هي الا لحظات غير محسوسة في حياتنا ونشعر اننا كما
نحلم واستيقظنا على لا شيء سوى الفراغ والعتمة المحزنة الكئيبة التي لا تعرف غير
الحقيقة المرة القاسية التي تكسر الفؤاد والتي لا تقضي الا على الغربة والوحدة
والفراق المحزن الشعور بالندم يلاحقنا والاسف على ما فاتنا من التفريط في الابتعاد
عنهم وعدم استغلال وجودهم بقربنا غير اننا لم نضع في حساباتنا انهم سيرحلون قريبا
وفجاة وبدون سابق انذار.
الوحدة والغربة والاشتياق مؤاساة نضع
في حياباتنا انهم سيرحلون يمر الوقت ببطء بدونهم والثواني ثقيلة من غيرهم ويمضي
الليل ببطء ونامل بان ياتي الصباح باشراقة امل جديد يدعى: الصبر ليكون جسرا لنعبر
منه الى ارض السماء والمؤاساة والتقبل باستحالة عودتهم او حتى انتظارهم.. بل علينا
ان ننتظر الالتحاق بهم في عالم يميز فيه الاخيار عن الاشرار حيث لا خشية من شبح
الفراق مرة اخرى رغم انه ليس بعالم الاخيار..
وما عن ذلك الكائن الذي وهب نفسه مضحيا
لابناءه من حيث جثمانه بيوم هطول المطر احتمى بابيه وهو في التابوت فالاب هو السند
والحقيقي والحضن الدافيء.. هو صخرة التي تنكسر عليها امواج الحياة هو العطاء بلا
حدود.
الاب ليس من يعطيك الحياة بل هو من
يعلمك كيف تعيشها في عينه تجد الحماية وفي قلبه تجد الحنان وفي صمته تجد الحكمة..
الاب هو ذلك البطل الذي لا ينتظر الشكر بل يكتفي بابتسامه ابناءه وتوفيقهم |