وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
بقلم فريد هلال
في زمنٍ تتسابق فيه النيران بين تل
أبيب وطهران،
وتُسابق فيه إسرائيلُ ظلَّها بحثًا عن
مشهد استعراضي جديد،
وفي وقتٍ يُقصف فيه الصباح قبل أن
يكتمل الأذان،
تُركت غزّة وحدها... لأكثر من سنتين
بلا سقف.
لا سقفَ يحمي طفلًا من شظايا النوم،
ولا حائطَ يستر دمعةً تُكفّن أمًّا،
ولا يدٌ في العالم امتدّت لتكفكف جرحها
حقًا.
غزّة لم تعد تحتاج إلى خيام،
بل إلى رحمة.
لم تعد تنتظر كاميرا…
بل عدالة من السماء.
وحين طال بها الليل ولم يأتِ فجر،
لم تنتظر أحدًا،
ارتفعت بنفسها... إلى الجنّة.
هناك، في علوٍّ لا تصله الطائرات،
وفي ضوءٍ لا تعرفه الكهرباء،
ولدى أبوابٍ لا تُقصف، ولا تُغلق،
بُنيَت غزّةٌ جديدة… في الجنّة.
شوارعها بلا ركام،
مآذنها لا تُستهدف،نوافذها لا تخاف
القنّاص.
بيوتها لا تُكحّل بأسماء الشهداء،
بل تُزيَّن بضحكاتهم الخالدة.
هناك، تعود الأم لاحتضان طفلها،
ويُقبّل الشهيد جبهة الوطن،
ويرفع الله أهل غزّة مقامًا لا يناله
إلا الصابرون.
غزّة التي أحببناها وهي تنزف،
صارت الآن مدينةً بيضاء،
لها أبواب من نور،
وسورٌ من دمعٍ صادق،
وشهداء... يبتسمون.
> فلا تبكوا على ما بقي في الأرض،
بل ابكوا على من لم يبلغ بعد…
غزّة في الجنّة.
فريد هلال |