وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
بقلم: فريد هلال*,,
حينَ نَمسِكُ القَلَمَ،
نَبدَأُ الكتابةَ باليدِ اليُمنى،
فتَتدفَّقُ الحروفُ من حيثُ يَنبثقُ
النورُ،
من جهةِ اليَمينِ،
حيثُ تَبدَأُ الأفكارُ وتُولَدُ
الكلماتُ.
وعُقاربُ الساعَةِ تَدوُرُ،
تَبدَأُ حركتُها من اليَمينِ،
تَسيرُ بخُطى ثابتةٍ لا تَتوقَّفُ،
تَمضي بنا في رحلةِ الزمنِ،
تُعلِّمُنا أنَّ كلَّ شيءٍ يَبدَأُ من
هناكَ،
ومِن هناكَ يَبدَأُ العَطاءُ، ويُكتَبُ
التاريخُ.
وفي السَّلامِ،
تَمتَدُّ اليدُ اليُمنى،
لتُصافِحَ الآخرَ،
لينقُلَ رسالةَ المحبَّةِ،
ويَزرَعَ بذرةَ الخيرِ،
فلا يُصافِحُ بيدِه اليُسرى،
فَهي للإمساكِ، أَمّا اليُمنى فَهي
للعَطاءِ.
وفي نهايةِ الرحلةِ،
حينَ يَحينُ الوقتُ للوداعِ الأبديِّ،
يُدفَنُ الإنسانُ على جانِبِه الأيمنِ،
مُتَّجِهًا نَحوَ الشَّرقِ،
اتجاهَ النورِ والبِدايةِ،
كأنَّ النهايةَ تُؤكِّدُ أنَّ الرحلةَ
تَبدَأُ دومًا من اليَمينِ.
وليسَ هذا فحسبُ،
بل كتابُ اللهِ العظيمُ – القرآنُ
الكريمُ –
بدأَ بآياتٍ تُقرأُ من جهةِ اليَمينِ،
ونَزلت رِسالَتُه لتُضيءَ دروبَ
البشريةِ،
فَتُعلِّمُنا أنَّ نورَ الهدايةِ
يَبدَأُ من اليَمينِ،
ويُشعُّ إلى القلوبِ والعقولِ.
فالِاتِّجاهُ ليسَ مجرَّدَ مكانٍ،
بل هُوَ رمزُ الحياةِ،
هوَ بدايةُ الكتابةِ، واللحظةُ التي
تَدوُرُ فيها عُقاربُ الساعَةِ،
هوَ السلامُ الذي نَمنَحهُ،
ونهايةٌ تَنُسجمُ معَ بدايةٍ.
في كلِّ ذلك،
اليَمينُ هُوَ سرُّ الانطِلاقِ،
هوَ بدايةُ النورِ،
وختامُ الرحلةِ التي لا تنتهي |