وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
بقلم/ فريد هلال ,,
لماذا يُقتلُ شعبُ غزّة
سؤالٌ ما زال يُحيّرُ العدل
ويهزُّ أركانَ الضمير
لم يُجب عليه فقهاءُ الأرض
ولا سدنةُ القانون
ولا عُبّادُ الإنسان
قالوا
ربّما هم أبناءُ اللهِ المُدلّلون
وربّما اخترعوا القنبلةَ النوويّة،
وساهموا في سقوطِ هيروشيما!
قال آخرون..
هم من حاربوا عُمّالَ العالم،
لكنّهم تجنّبوا الشيوعيّة!
هم من بنَوا السّدودَ ليقطعوا الماء،
وصنعوا الصواريخ،
وشيّدوا السجون،
وسمّموا الهواء،
وخزّنوا الغضبَ في عيونِ الأطفال!
قالوا كلَّ شيء،
إلّا الحقيقة.
والحقيقةُ أنّ غزّة لا تملك ما تهاجم
به إلّا اسمَها،
ولا تدافع به إلّا كفنَها.
لم تُقتل لأنّها خطر،
بل لأنّها حرّة.
غزّة تُقتَل،
لأنّها لم توقّع على صكِّ الذل،
ولم تُصافح اليدَ المُلطّخة،
ولم ترفع الرّايةَ البيضاء،
رغم أنّ لونها الأحمر قد غمر الطّرقات.
غزّة تُقتَل،
لأنّها ببساطة
قالت "لا".
وقالتها في وجهِ العالم،
بصوتها المكسور،
وبقلبها المُحاصَر،
وبولدها الذي خرج من بين الركام،
رافعًا إصبعين لا واحدًا:
واحدٌ للنصر، وآخرُ للشهادة.
فريد هلال |