وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
بقلم: فريد هلال ,,
في زمنٍ تتساقط فيه الأكتاف من ثقل
الأحمال، ويضيع الصوت وسط ضجيج الحشود، لا يُنقذك إلا من يشدّ عضدك.
ليست كل "أخوّة" من دم، فبعض
الإخوة يولدون من الموقف، من النّظر في عينك وقت الهزيمة، من كلمة تقال حين ينهار الجميع،
ومن يدٍ لا تسألك شيئًا حين تميل… بل ترفعك.
"سنشد عضدك"...
ليست وعدًا من زمن بعيد فحسب، بل هي
لغة الحياة، حين تمنحك كتفًا تستند إليه، وصوتًا يقرأ ما لم تُفصح عنه، وظهرًا
يحرسك من الخلف وأنت تقاتل في المقدّمة.
نحتاج في حياتنا من يشد عضدنا… لا
ليفعل عنا، بل ليذكّرنا أننا ما زلنا قادرين.
نحتاج "أخًا" في كل ساحة…
في العمل، في الطريق، في مواجهة النفس،
في لحظة شكّ، في قرار شجاع.
ولأن الإنسان لا يُبنى وحده، كانت
الأخوّة سندًا… لا للتكاسل، بل للثبات.
فاختر من يشد عضدك، وكن بدورك ذلك الأخ
الذي يُسند ولا يُرهق، يُعين ولا يُدين.
ليس ضعفًا أن تحتاج من يقويك، بل ذلك
عين القوة… أن تعترف أنك إنسان، وأنك حين تُمَدّ لك يد صدقٍ، تُمسك بها لا
لتُحمَل، بل لتنهض.
فيا من يقرأ،
هل شددتَ عضد من أحببتَ؟
وهل عرفت من الذي يشدّ عضدك في الخفاء؟
قد لا يقولها لك بلسانه، لكنه يكون
هناك… حين يخذلك الجميع.
وخيرُ أخٍ في النائباتِ شدِيدُ
إذا ضاقَ صدرُك، كانَ فيهِ مزيدُ |