وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
بقلم فريد هلال ,,
ليست الوحدة دائمًا في الرحيل أو
الفقد،
فأحيانًا، تكون بين الأهل والأحبة،
في قلب الضحكة، في صميم الحديث، في
منتصف البيت.
أجلس بينهم، أشاركهم التفاصيل اليومية،
أشاركهم المائدة، وأبادلهم الأحاديث،
لكن شيئًا في داخلي لا يجلس، لا يأكل،
لا يتكلم.
شيءٌ يراقب من بعيد، كأنه لا ينتمي
لهذا المشهد.
لماذا أشعر بالغربة في المكان الذي
سكنتُه منذ سنين؟
لماذا تخبو نيران القلب، رغم دفء من
حولي؟
هل لأنّ أحدًا لا يرى ما لا يُقال؟
أم لأنّ الروح إن لم تجد من يسمع
صمتها، انسحبت بهدوء؟
ليست الوحدة أن تُترك،
بل أن تكون حاضرًا كالغائب،
أن تُرى ولا يُلاحظ غيابك،
أن تضع رأسك على الوسادة كلّ ليلة،
وتهمس في قلبك: "أنا لست
بخير"، دون أن يطرق أحد الباب.
إنها غربة الروح في وطنها،
غربة القلب في بيته،
حين تصبح الكلمات عابرة، والعيون لا
تبحث في العمق،
حين لا يسألك أحد: "ماذا تحمل في
صدرك ولا تقول؟"
ورغم كل ذلك… لا عتب.
فالقلوب لا تُجبر على الفهم،
والمحبة وحدها لا تكفي إن لم تلامس
الداخل.
أنا فقط… أبحث عن دفءٍ حقيقي،
عن صوتٍ يقول لي:
"أنا أراك، حتى حين لا تقول
شيئًا."
بقلم فريد هلال ال
|