04/11/2025
الأخبار السياسية | الأخبار الأمنية | أخبار المحافظات | الأخبار العربية | الأخبار العالمية | أقوال الصحف العراقية | المقالات | تحليلات سياسية | تحقيقات | استطلاعات
عالم الرياضة | حوار خاص | الأخبار الثقافية والفنية | التقارير | معالم سياحية | المواطن والمسؤول | عالم المرأة | تراث وذاكرة | دراسات | الأخبار الاقتصادية
واحة الشعر | علوم و تكنولوجيا | كاريكاتير
دخان أنثوي”.. ظاهرة التدخين تتفشى بين النساء في العراق
دخان أنثوي”.. ظاهرة التدخين تتفشى بين النساء في العراق
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم

وكالة الأنباء العراقية المستقلة متابعة ,, 

لم يعد دخان السيجارة أو النرجيلة “الاركيلة” حكراً على الرجال في العراق، إذ بات مشهداً مألوفاً أن ترى نساءً يجلسن في مقاهٍ أو دوائر حكومية وهنّ يدخنّ علناً.

ظاهرةٌ آخذة في الانتشار، تكسر تقاليد اجتماعية راسخة وتثير نقاشاً واسعاً بين القبول والرفض في مناطق عراقية عدة، بينها مدينة كركوك التي تعكس بتنوّعها صورة مصغّرة عن المجتمع العراقي.

من الظاهرة الخفية إلى المشهد العلني

وتقول سمر محمد (28 عاماً)، موظفة في إحدى الدوائر الحكومية بكركوك، إن تدخينها بدأ “تجربة فضولية” خلال جلسة نسائية في أحد المقاهي، قبل أن يتحول إلى عادة يومية.

وتضيف: “كنا نخفي التدخين سابقاً خوفاً من كلام الناس، أما الآن فالأمر طبيعي، أغلب زميلاتي في العمل أو في المقاهي يجربن الأركيلة بعد الدوام، لا أحد يستغرب”.

وفي جولة لمراسل شفق، داخل عدد من المقاهي في كركوك، بدت الطاولات النسائية مشغولة بأركيلات ملونة، وروائح النكهات تملأ الأجواء.

بعض الفتيات يلتقطن صوراً وينشرنَها عبر تطبيقات التواصل، فيما أخريات يتعاملن مع التدخين كجزء من “الروتين العصري” للحياة اليومية.

وتقول هدى خالد، وهي موظفة حكومية، إن “التدخين صار وسيلة ترفيه، وهي طريقة لكسر الروتين وتفريغ الضغوط”.

أرقام تكشف التوسع

وبحسب “أطلس التبغ” الصادر في العام 2024، فإن نسبة المدخنين البالغين في العراق بلغت نحو 19%، من بينهم ما يقارب 2% من النساء، أي ما يعادل أكثر من 200 ألف مدخنة في عموم البلاد.

ويشير تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية إلى أن استهلاك منتجات التبغ في العراق يكلّف الاقتصاد أكثر من 2 تريليون دينار سنوياً تشمل العلاج والخسائر الناتجة عن الأمراض المرتبطة بالتدخين.

وتُظهر بيانات استيراد السجائر والأرجيلة، أن العراق استورد خلال العام 2024 ما يزيد على 700 شحنة من منتجات التبغ من نحو 28 دولة، ما يعكس تنامي السوق المحلي واتساع قاعدة المستهلكين.

صورة من التحول الاجتماعي

وتحتفظ كركوك بتاريخ محافظٍ في عاداتها الاجتماعية، إلا أن مشهد النساء المدخنات بات يبرز في المقاهي والمطاعم العائلية وحتى في بعض الدوائر.

وفي هذا الصدد، يقول صاحب أحد المقاهي في حي طريق بغداد رفض ذكر اسمه: “قبل 5 سنوات لم تكن هناك إمرأة تطلب أركيلة، واليوم أكثر من ثلث الزبائن من النساء، غالبيتهن موظفات وطالبات”.

ويرى أن أغلب النساء يفضّلن نكهات الفواكه أو النعناع، وأن جلسة الاركيلة أصبحت امتداداً للقاء الصديقات، لا تُعدّ عيباً كما في السابق.

من جانبه، يشير الباحث الاجتماعي فارس البياتي، إلى أن الظاهرة تعود إلى “تحولات نفسية وثقافية” شهدها المجتمع العراقي بعد سنوات من الأزمات.

ويقول البياتي، إن “المرأة وجدت مساحة جديدة من الحرية بعد 2003، ومع انفتاح المقاهي ووسائل التواصل، صار التدخين وسيلة تعبير عن الذات أو التقليد لما تراه في الإعلام”.

المقاهي.. ساحة مفتوحة للنساء

في كركوك، تتوزع عشرات المقاهي العائلية التي تقدم الشيشة، كثير منها يخصص أقساماً مغلقة للنساء.

وتقول مها عبد الكريم (موظفة حكومية 45 عاما): “نلتقي بعد الدوام في مقهى نسائي، وندخن الاركيلة بطعم الفواكه، ونحن لا نراها عادة سيئة، هي مجرد تسلية بعد ضغط العمل”.

لكن الطبيب سعدون العزاوي، اختصاصي الأمراض الصدرية في مستشفى كركوك العام، يحذر من أن “الاركيلة أخطر من السيجارة بخمس إلى عشر مرات من حيث كمية الدخان المستنشق”.

ويوضح أن “جلسة واحدة من الاركيلة تعادل تدخين مائة سيجارة تقريباً، والخطورة تزداد مع تكرارها في الأماكن المغلقة”، مبيناً أن عيادته تشهد “زيادة ملحوظة في مراجعات النساء المدخنات اللواتي يعانين من أمراض تنفسية أو حساسية مزمنة”.

قانون غائب ورقابة ضعيفة

رغم صدور قانون مكافحة التبغ رقم 19 لسنة 2012، الذي يمنع التدخين في الأماكن العامة، إلا أن تطبيقه شبه غائب.

ويقول مصدر في دائرة صحة كركوك، إن “الرقابة على المقاهي محدودة جداً”، موضحاً أن “العديد من أصحاب المقاهي يملكون تراخيص بلدية لا تتضمن منع الشيشة أو التدخين، ما يجعل تنفيذ القانون ضعيفاً”.

ويشير المصدر، إلى أن “المقاهي أصبحت بيئة خصبة لترويج منتجات التبغ، وغالباً ما تُباع الاركيلة بنكهة (خفيفة) لتشجيع النساء على التجربة الأولى”.

بينما تفسّر الباحثة النفسية وسن العزاوي، تفشي التدخين بين النساء بأنه رد فعل على الضغوط المتراكمة.

وترى أن “المرأة العراقية تعيش تحديات اقتصادية واجتماعية ونفسية كبيرة، فتلجأ للتدخين كوسيلة تفريغ، أحياناً تبدأ من باب التقليد، ثم تتحول إلى عادة إدمانية يصعب التخلص منها”.

وتضيف أن “وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في تطبيع الصورة، حيث تُعرض جلسات التدخين النسائية على أنها موضة أو حرية شخصية، ما يؤثر في وعي الفتيات الصغيرات”.

بين الإدمان والاستقلال

وتظهر بعض المقابلات أن التدخين لدى نساء كركوك يحمل أيضاً بُعداً “هوياتياً”، إذ تعتبره بعض المدخنات تعبيراً عن الاستقلال أو كسر القيود الاجتماعية.

وتقول رغد حسن (33 عاماً)، “أدخن منذ ثلاث سنوات، ليس لأنني مدمنة، لكني ارى نفسي حرة، ولا يحق لأحد أن يحاسبني على تصرف شخصي”.

ويرى الباحثون أن مثل هذا التبرير يعكس تحولات في نظرة المرأة العراقية إلى ذاتها، لكنه لا يُقلل من مخاطر الظاهرة على الصحة العامة.

منظمة الصحة العالمية تؤكد أن التدخين يقتل نحو 8 ملايين شخص سنوياً حول العالم، بينهم أكثر من مليون من غير المدخنين الذين يتعرضون لدخان الآخرين.

وفي العراق، تشير التقديرات إلى أن أمراض الرئة والقلب المرتبطة بالتدخين تتسبب بآلاف الوفيات سنوياً، فيما لا تزال برامج الإقلاع عن التدخين محدودة وضعيفة التمويل.

المصدر ,, صوت العراق

رابط المحتـوى
http://www.ina-iraq.net/content.php?id=121668
عدد المشـاهدات 16   تاريخ الإضافـة 03/11/2025 - 20:30   آخـر تحديـث 04/11/2025 - 03:54   رقم المحتـوى 121668
 
محتـويات مشـابهة
مبعوث ترامب يعلق بشأن اتفاقية المياه بين العراق وتركيا
التحضيرات لمواجهة الإمارات.. غراهام أرنولد يضع اللمسات الأخيرة على قائمة العراق
الاتحاد الدولي للمواي تاي يهنئ اللجنة الأولمبية والاتحاد العراقي على إنجازاتهما في دورة الألعاب الآسيوية للشباب
الفياض يبحث مع وزير الخارجية التركي تعزيز التعاون الأمني بين البلدين
تراجع صادرات النفط العراقي إلى الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي
 
الرئيسية
عن الوكالة
أعلن معنا
خريطة الموقع
إتصل بنا