وكالة الأنباء العراقية المستقلة متابعة ,,
اجرى الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه ميونغ الجمعة محادثات قمة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، واتفقا على العمل معًا لتعزيز السلام في شبه الجزيرة الكورية والشرق الأوسط، مع تعزيز التعاون الاقتصادي والدفاعي.
وعُقدت القمة في القاهرة خلال زيارة "لي" الرسمية إلى مصر، وهي أول زيارة من نوعها لرئيس كوري جنوبي إلى مصر منذ ثلاث سنوات
وقال "لي" في مؤتمر صحفي مشترك في قصر الاتحادية بالقاهرة: "اتفقت جمهورية كوريا ومصر على العمل معًا كـ 'مُيسِّرين للسلام' والاسهام بشكل مشترك في السلام الدولي، بما في ذلك في شبه الجزيرة الكورية والشرق الأوسط".
وقال الرئيس لي :" ان الرئيس السيسي أشاد بجهود سيئول لفتح عهد جديد من التعايش السلمي والنمو المشترك في شبه الجزيرة الكورية، وأعرب عن دعمه الكامل".
وفي المقابل، أثنى لي على جهود مصر لتأمين وقف إطلاق النار ودفع عجلة إعادة الإعمار في قطاع غزة، بالإضافة إلى دورها الأوسع في تعزيز السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف أن كوريا الجنوبية ستواصل التعاون مع مصر للمساعدة في معالجة الأزمة الإنسانية التي يواجهها أهل غزة.
واوضح ، ان الجانبين ناقشا أيضًا سبل توسيع التعاون الدفاعي "المفيد للجانبين" ليتجاوز الإنتاج المشترك لمدافع الهاوتزر كيه9 ليشمل مجالات أخرى مثل أنظمة الطائرات والأسلحة البرية.
وفي عام 2022، وقّعت مصر عقدًا بقيمة 1.7 مليار دولار أمريكي مع شركة الدفاع الكورية هانهوا إيروسبيس لشراء مدافع هاوتزر كيه9 ذاتية الدفع ومعدات أخرى، ومن المقرر تسليمها العام المقبل.
وقال الرئيس "أعربتُ عن أملي في أن يتوسع تعاوننا، الذي تجسد بالفعل في الإنتاج المشترك لمدفع الهاوتزر ذاتي الدفع كيه-9، ليشمل طائرات إف إيه-50، وصاروخ تشيونغيوم الموجه المضاد للدبابات الذي يُطلق جوًا، وغيرها"، في إشارة إلى أنظمة الأسلحة الرئيسية التي طورتها كوريا الجنوبية.
وأضاف:" ان السيسي أعرب عن ثقته في تقنيات الدفاع المتقدمة لكوريا الجنوبية وتوقع تعاونًا مفيدًا للطرفين، بما في ذلك من خلال الإنتاج المشترك".
خلال القمة، اتفقت كوريا الجنوبية ومصر على مواصلة العمل باتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الثنائية باعتبارها "قاعدة مؤسسية" لتوسيع التعاون الاقتصادي. ومن شأن هذه الاتفاقية أن تُخفف الحواجز التجارية وتُعزز التعاون الاقتصادي.
وقال لي: "ستكون اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بمثابة قاعدة مؤسسية مهمة تدعم التعاون الاقتصادي الأوسع. واتطلع لأن تبدأ مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة سريعا".
وقال مستشار الأمن الوطني وي سونغ-لاك، إن البلدين قد أكملا دراسة مشتركة حول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، ويستعدان لاعتماد إعلان مشترك للانتقال إلى استعدادات شاملة.
وصرح وي للصحفيين قائلا: "إذا تم إبرام اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، فسيوسع ذلك نطاق انفتاح الأسواق ويعزز التجارة الثنائية".
كما وقّع البلدان مذكرات تفاهم في مجال التبادل التعليمي والثقافي لتسهيل العلاقات بين الشعبين، في ظل تزايد شعبية المحتوى الكوري في مصر.
وقال لي: "مصر دولة رائدة في مجال المحتوى الثقافي في الشرق الأوسط، ولديها اهتمام كبير بالمحتوى الكوري، بما في ذلك الدراما، والبوب الكوري، والطعام، واللغة الكورية".
وفي ما يتعلق بالأمن الإقليمي، ناقش الزعيمان جهود إعادة الإعمار في قطاع غزة، في الوقت الذي تستعد فيه مصر لاستضافة مؤتمر دولي حول هذه القضية عقب اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل الشهر الماضي.
وبيّن وي ان مصر طلبت من كوريا الجنوبية الاضطلاع بدور في جهود إعادة إعمارقطاع غزة، وأن سيئول وافقت على المشاركة، في الوقت الذي تتواصل فيه المشاورات ذات الصلة مع الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن مساهمة سيئول ستقتصر على المساعدة المالية ومشاركة الشركات الخاصة، مستبعدًا التدخل العسكري الكوري في هذه الجهود.
وأضاف انه دعا السيسي ، خلال المحادثات، لزيارة كوريا الجنوبية العام المقبل لإجراء مناقشات متابعة، واقترح إنشاء قنوات اتصال مباشرة بين الزعيمين لضمان "التعاون العملي". وستكون هذه أول زيارة للرئيس المصري إلى كوريا الجنوبية منذ ما يقرب من عشر سنوات./ |