وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,,
بقلم فريد هلال ,,
نحن لا نولد عارفين الطريق، ولا تأتي
البصيرة فجأة كوميضٍ يفتح لنا أبواب السماء. الطريق يبدأ بخطوة، والخطوة تبدأ
بفكرة، والفكرة لا تكتمل إلا حين نحسبها جيدًا… لأن الذي لا يعرف عدد خطواته، يضيع
قبل أن يصل، ويُتعب قدميه في أماكن لا ينبت فيها ثمر.
احسب خطواتك…
ليس خوفًا من التعب، بل احترامًا
لطريقك.
ليس هربًا من الفشل، بل معرفةً بقيمتك.
فالرحلة التي لا تُخطّط لها، تأخذك إلى
حيث لا تشتهي، بينما الرحلة التي تقيس فيها المسافة والزمن والهدف، توصلك ولو بعد
حين.
هناك من يمشي كثيرًا ولا يصل، وهناك من
يمشي قليلاً ويبلغ البعيد… لأن الأول مشى بلا حساب، والثاني سار وهو يعرف أين يضع
قدمه.
فالطريق ليس بطوله، بل بمن يفهم كيف
يعبره.
اجلس مع نفسك قليلًا، واسألها:
إلى أين أمضي؟ لماذا؟ ومع من؟
وما الذي يجب أن أتركه خلفي لأصل؟
فليس كل حملٍ يمكن حمله، ولا كل رفيقٍ
يصلح للسفر.
وعندما ترسم الهدف، لا تخبر العالم…
أخبر خطواتك فقط، ودع الأرض تسمع وقعها، ودع الطريق يشهد أنك عابرٌ بحكمة لا
بتهوّر.
احسب خطواتك…
فالخطوة الواعية تُنقذك، والخطوة
العشوائية تُغرقك.
وما بين النجاة والغرق… يقف ذاك الذي
يعرف أن الوصول نعمة، لكن اختيار الطريق هو الاختبار الحقيقي.
سرْ، لكن بعينٍ ترى، وبقلبٍ يصبر،
وبعقلٍ يعرف أن كل خطوة محسوبة اليوم… هي التي تصنع وصول الغد.
---
هل تود أن يكون النص أقصر، أم أكثر
رمزية، أم بنبرة أقرب إلى الشعر؟ |