وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,, فؤاد العبودي ,, من منا لا يتذكر هولاكو؟! هذا الغازي المحتل الذي جاء من اقاصي اسيا على رأس جيوش المغول ليعيد في الأرض دما واحتلالا بغيضا بعدوانية هوجاء لم تماثلها سوى عدوانية المحتلين الاوغاد جاء من هناك حاملا سيفه وبطشه ليقطع كل تلك المفازات الطويلة مخلفا وراءه الدمار والرماد وشتات الاهل والابناء تلك هي باختصار قوة الهمجية الرعناء لهولاكو الذي لم تسلم منه بغداد الحبيبة. نتذكر هذه الأيام رعونه هولاكو المغولي قائد الجيوش الذي يضعنا امامه المخرج المبدع باسل الخطيب في المسلسل التاريخي الملحمي بذات الاسم ونتذكر قسوته ووحشيته وعلى طبيعته تتوازى وطبيعة الاحداث في التاريخ المعاصر يدير الخطيب عناصر عطه الأكثر روعة باسناد البطولة للفنان السوري المعروف (ايمن زيدان) صاحب برنامج (وزنك ذهب) وشتات ما بين الطيبة والابتسامة في برنامجه وبين تقمصه بجداره لشخصية هولاكو ومن يشاهده ستتعزز ثقته بهذا الفنان الذي يقدم لنا (المقاتل المغولي) كما لو انه عاد حيا ويمشي بيننا بسيفه الذي يقطر دما... في الأداء الذي يتجاوز فيه (ايمن زيدان) نفسه ويتجاوز تقليدية الحوار بان يلبس جلد هولاكو بعينين غارقتين في العداء لكل ما هو انساني... ولا يختلف أي من ابطال المسلسل بهذه الخاصية في الأداء الجيد والمقدرة على تحريك الاحداث والتغلغل في أعماق المشاهد من خلال استخدام عدة كاميرات قصد من ورائها المخرج المعروف باسل الخطيب ان لا تفوت المشاهد رمشه جفن... ولهيب النار... وفرد الأصابع. تكاملت عناصر نجاح المسلسل بتوحد المقومات في تفوق المسلس ويبرر في مقدمتها (اللغة الحوارية) التي استقاها المؤلف من مصادر عديدة لم يفته فيها كيف تتعامل اللغة مع واقع الاحداث في مسلسل سمع عنه المشاهد كثيرا وها هو يشاهده بعين الاعجاب والترقب لكل مشهد من مشاهده. في الجو التاريخي من البيئة الى الأحقاد الدفينة بين الأخ وأخيه والابن وابيه والنسوة اللائي يحولن الوصول بعاطفتهن الى قلب هولاكو المحافظ بأسلاك الشك والريبة لكل من حوله... ينجح المخرج بالاختيار الأمثل للاكسوارات المستخدمة في حقبة هجوم المغول من ذلك الفراء الذي يعلو (قلنسوات) الرأس الى الملابس المغولية التي سيف هولاكو قتلا ودمارا.. باسل الخطيب المخرج السوري شكل علامة متميزة على صفحة الدراما التلفزيونية التاريخية... ونضع الى جانبه بالأشراف الفنان ايمن زيدان بقوة شخصية هولاكو.. لا نستطيع ونحن نبرر دور المخرج المبدع وتألق ايمن زيدان ان ننسى اجادة كل من اشترك في العمل الملحمي هذا.. حتى الكومبارس والممثلين الثانويين كانت لهم حصة في هذا النجاح الذي تحقق بإدارة مخرج ذكي عرف لعبة التاريخ فأسبغ عليها من ذكائه ما وفر لهولاكو المسلسل كل هذا النجاح المضطرد الذي سيظل توقيعه عليه رامزا اليه بالدقة والفطنة والإدارة الاخراجية الموفقة التي امتعتنا طيلة شهر رمضان وما زلنا نعيش مع احداث هولاكو بعيدا عن التنظيرات ... القاتل... المحتل... أمامنا... وهي فرصة لأجيالنا كي يروا مرارة ما فعله هولاكو... وما يفعله أي محتل بغيض ليس في جسده الا قلب من صفيح. |