وكالة الأنباء العراقية المستقلة متابعة ,, قبل سنوات، أعلن مصرف "براديسكو"، أحد أكبر المصارف في البرازيل، أنّ "بيا" (BIA)، المساعدة الافتراضية ذات الصوت الأنثوي التي طوّرها، تتلقّى يومياً سيلاً من الإهانات الجنسية والتهديدات العنيفة من الزبائن. عبارات من قبيل: "سأغتصبك"، "أريدكِ عارية"، وإساءات أخرى بالغة القسوة وُجّهت إلى روبوت دردشة، فقط لأنه قُدِّم بهويّة صوتية أنثوية. في عام 2020 وحده، تلقّت "بيا" نحو 95 ألف رسالة يمكن تصنيفها كتحرّش جنسي. هذه الحادثة لم تكن معزولة، فهي واحدة من أمثلة عديدة على تعرّض روبوتات الدردشة ذات الأصوات الأنثوية، بما فيها "سيري" و"أليكسا" التابعتان لآبل وأمازون، إلى عنفٍ لفظي يُعدّ امتداداً مباشراً للعنف القائم على النوع الاجتماعي، المنتشر أصلاً في الفضاء الرقمي. ومع انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة، لم يتراجع هذا الواقع، بل على العكس، تشير دراسات وتحقيقات عديدة إلى أنّ هذه الطفرة التقنية عمّقت العنف الرقمي ضد النساء بدل الحدّ منه. هنا يبرز سؤالان أساسيان: كيف ساهم انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي في تجديد وإعادة إنتاج العنف الرقمي ضد النساء؟ وكيف ورثت الخوارزميات، عبر بياناتها وتدريبها وتصميمها، نظرة ذكورية متجذّرة في الثقافة الرقمية، فباتت تعيد إنتاجها وتضخيمها بدل المساعدة في تجاوزها؟ |