وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فؤاد العبودي
اذا كان الانسان مغرورا فتلك مسألة اخرى لا يمكن الوقوف عندها
في لحظة من لحظات الحياة , فالغرور صفة غير محبذة و تأخذ مديات عدة في التصرف لأن الغرور يجعل صاحبه هو فقط بالدائرة
التي يكون فيها .. و تصبح كل الأشياء
غيرمتزمتة و يحسب أن الأمور تتجه الى استنبات ما هو غير طبيعي بالنسبة له . و ما بين
الحكمة و الغرور تموج الأشياء بغرائبيتها و شكلها
الذي يتضح أما لعبة من الألعاب أو يقف
صاحب الشخصية الحكيمة في ميزان العقل ..
هكذا قلنا يقف العقل
حاكما ما بين الوجود و تتسع الأمثلة على مداها
في مبعدها الكوني الذي يشمل كل ضرورات الحياة و الموت سواء صدق القدر فيها أو لا ... و تنسجم معها قيمة الحياة
و الموت و تتشكل عصر جديد من
خطوة مصدرها العقل حين ينصف في حكمه العقلاني الجيد ..
و لقد استطاع آباؤنا الأولون استخدام العقل
و نهجه القائم على تأكيد القيم و الاعتبارات الانسانية ذات الاسلوب الذي ينم عن الاصالة في الشخصية . لقد
عرف اولئك كيف ينحتون وجودهم و يصقلون آرائهم وفقا للفهم الاجتماعي حين يكون بلسما شافيا
يتوخون من خلاله طرح ارائهم بعمق التفاهم
و يسجلون ما يجب عليهم ابدائه من طروحات اخلاقية
تذكرهم فيما بعد في شؤون الحياة .
كانت تتصدرآرائهم
قائمة الدنيا و تتعلق بأهدابها ناسجة
الأوصاف التربوية المهمة سواء للأبناء أو البنات لكي يعانقوا
الحياة و صفحاتها اسمى ما خلفته اقيم الآباء عندما يمنحون
جدب الحياة بتلك الزخارف الحلوة من
الكلمات و العبارات ذات الايقاع الجميل و تترك
اثارها على ما يتبقى من الكلمات . لكننا تغافلنا
عن ما يمجد الروح الرائعة بحسها و بما تتجمل من الانعطاف الذاتي نحو الناس جميعا ...
و هكذا يزرع الانسان
ما وصف به من زرع حسن يتثائب مع قوة الروح و مناشدتها
للاحسن و المتع ... اذ
ليس بالارتداء ما تتوهج به النفس و تتعالى عن صغائرها الميتة
.. انها تبحث عن نصفها الآخر
.. و تتطلع الى ما يجعلها ثقيلة بكل
معاني الاباء و الشمم .. دون أن تمشط رجاءها القيمي في التعبير عن الذات و الأخلاص لكل ما هو انساني حقا ..
نحن نكبر بالآخرين .. و نتوقف
الى أرواحهم الصافية و سماائهم التي تمطر خيرا و برا بعيدا عن الانسانية و تقلبات
الذات . |