وكالة الأنباء العراقية المستقلة متابعة ,,
بقلم عبدالله الطوخي
لا اظن ان فكر مصطفى محمود كان واضحا لقرائه في يوم من الأيام، مثلما اتضح
في مقالتيه الأخيرتين بصباح الخير. الأولى : تلك التي يدعو فيها الى شنق الشيوعيين
ومن أسماهم بالرفق الجدد. والثانية التي التي بعنوان : لم تكن انتفاضة .. وانما
حشرجة أحتضار !!
لقد اتضحت فيهما تماما حقيقة ملامحه الفكرية والنفسية ,كرجل دين, كشف عن
وجهه الحقيقي ,تجاه موقف دنيوي حاد : وهو احداث 18- 19 يناير 1977 !!
وهكذا يجب ان نشكر (( السياسة)) فهي التي تعري فجأة وجه الفيلسوف .. او
مدعي الفلسفة , ومدعي التديين أيضا !
لقد ظل مصطفى محمود يكتب المسلسلات الدينية , يكتب ويكتب : التفسير العصري
للقران . حوار مع صديقه المللحد .الجنة والنار. الملاك والشيطان . قطع يد السسارق .. الخ .. الخ .. ظل يكتب ويتبحر في أمور الدين
, رابطا إياها بامور الدنيا . ومع هذا ,فان كل هذا الذي كتبه . كان يمكن تغنى منه
فقرة واحدة كتبها في مقاله الأخير. فقرة لاتزيد عن عشرة سطور لكنها كفيله بان
تعطينا الترجمة الحقيقية او الحاصل النهائي لكل تبحراته في الدين , واتخاذه سمت المعلم الروحي الجديد للشعب المصري , والمبشر بالخلاص العظيم .!
فما هي هذه السطور العشرة!
لنعد قرائتها بهدوء :
· ان الشيوعية في الفترة الماضية هي التي سيطرت على مصر ! ( وعلامة التعجب هي
وحدها من عندي . اما الباقي فكلماته هو. )
· الشيوعية هي سبب هذا الانهيار الاقتصادي الذي حدث في مصر !
· التاميم الذي قررته ثورة يوليو , هو الذي انتهى الى هبوط الانتاج وتخلفه
كما ونوعا !
· اضطهاد الخبرات والكفائات وطرد اهل التخصص وتعين اهل النفاق !
· تحكم مراكز القوى .
· سيادة الحزب الواحد والرأى الواحد .
· التبعية لروسيا .
· الحروب التي دفعتنا اليها روسيا لنستنزف
المال والسلاح ولتغرقنا في بحر من الديون
· تمزق الصف العربي .
اظن تكفي جدا هذه السطور لتوضيح فكر ((
الدكتور)) مصطفى محمود, رجل الدين العصري , في أمور مصر , وحل مشكلات مصر هذا هو بالضبط ترجمة التقاء الدين بالدنيا في نظري !
ولا اظن ان هناك تشويها رهيبا لروح الدين حيال الدنيا مثلما في هذا الموقف الذي يحكم فيه بالادانه على
الحياة في مصر خلال ثورة 23 يوليو , ونسفها ببساطة .. من الالف
الى الياء !
ان جوهر الدين هو الحق .. وهو الصدق , مهما
كانت مرارة هذه الصدق . وتعالوا نر الصدق
في هذه العشر سطور .ان الصدق بكل البساطة التي في الدنيا تقول:
·
ان الشيوعية لم تحكم مصر
ربما حلم بالاشتراكية, وبالعدل الاجتماعي ,
ان يسود مصر .. ومع هذا , فقد كان , ولا
يزال , حلما دون تحقيقه الاهوال . واحد
هذه الاهوال . هو فكر وتنظيرات مصطفى محمود نفسه !
·
اعتباره الشيوعية هي سبب انهيارنا الاقتصادي
امر مضحك . ونوع هذا الضحك وكمه متروك
للقراء, واظنهم هذه الأيام في حاجة الى قدر كبير من الضحكات , وان كانت المسافة في
الحقيقة تدخل في باب التراجيديات , اذ يحس المرء ان مصطفى محمود فيما يكتب ليس
حريصا بالفعل على البحث من حل للمشكلة , بقدر ما يهمه تعقيدها وصرف الأنظار عن
موطن الداء الحقيقي . وباسم ماذا ؟ باسم الدين الحنيف ويطالب بنصب المشانق ورفع
رايات الإرهاب : ولا احد يدري غير الله ماذا ستكون عليه النهاية! |