وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد , ...

فؤاد العبودي

بعد أحداث عام 2003 التي أنهت الحكم الصدامي في العراق اتجه عدد كبير من الشباب وأعمار أخرى الى تجربة امكانياتهم في كتابة القصة والرواية وكأنهم استفاقوا على ((قرع الجرس)) في المحاولة الأولى لكتابة ما كانوا يعيشونه من ارهاصات كتابية وتجميع ما عندهم من ذاتيات أدبية وشعرية لكي يطلعوا على العالم بنسخهم الأولى.

هذا السيل من الكتابات والتأليف ما بين الرواية والمجموعة الشعرية والقصصية أصبح فيها وعليها النقد مبني على العلاقات (الأخوية) التي تنبثق من خلالها أواصر النقد.... دون أن يتعرف أحد على ان النقد القصصي والروائي والشعري ينطلق م معايير أساسها البناء الشعري أو الروائي أو القصصي ويتسلح الناقد بنظرة استبيان تستجلي مقومات الكتابة التي تجعل القارئ والمهتم أصلا بالاكتشاف الجديد الذي كان ينتظره ...

ويحسن اليه الناقد بتلك المقومات عند انطلاقه منها ليس فقط التعريف بالكاتب او المؤلف فحسب وانما يضيف اليها عوامل التأسيس لهذا البناء ...

النقد عملية اكتشاف مه تتولى العمل المقدم وتنتهي الى بلورة ما كان يريده المؤلف بضرورة الحشف عن الرواية أصلها وبناءها وتشكيلات عواملها ... خاصة ان الرواية لها طابع خاص من التعامل مع الآخرين ... اذ ليست مكتوبة لفئة وإذا كانت كذلك فهي تعتبر للنخبة ليس الا.

واذا نعتبر الرواية أصلا عملا متكاملا باعتبار لها شخوص تتحرك وبطلها يبقى المرجع في السرد الروائي ان كان  رائي او شاهد ... لذا يتوجب على الناقد تقديم الاكتشاف المهم الذي يرجوه القارئ و من ثم يتطلع الى أهمي  ما تنطوي عليه الاحداث الروائية ...وكذلك في مجال الشعر و القصة القصيرة ... فهي عوالم على الناس ليس التفريط بالمدح و ان كاتبها هو المرسل الذي لابد منه ... اكتشاف الهونات و طبيعة المخاطبة ... و هل ان المعنى العام أو الخاص يتوجه الى التنويط المفروض من وجوده في  البناء الدرامي لكل عمل يطرح في دور النشر .

وعلى الرغم من وجود لجنة تقصي ما ينشر في عهد النظام السابق فهي على علاتها كانت ترسم الطريق الى حيث ما كان يصبوا اليه الكاتب. الا أنها قد أساءت الى الكير من الكتب فأصبحت تنشر بسرية ... كما حدث مع عدد كبير من الشعراء و الادباء الذين نشروا مجاميعهم و قصصهم و هم في الخارج .

نحن نفتقد الى النقد الموضوعي.. الذي يبنى تعهده من خلال وضع العمل الادبي في سلة والنظر اليه من باب مفتوح لا يقبل المداهنة ولا الاخوانية ...