وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فؤاد العبودي:
يجدر بنا ونحن نعاني من أزمة وشحة المياه في بلاد الماء العراق أن نعي بعض
المسؤوليات التي تلزم معالجة المعاناة..
ان دولة تركيا وهي دولة عضوة في الأمم المتحدة وكان عليها مراعاة ما يحتاجه
الشعب العراقي من الماء ليس فضلا ولا منة من دولة تركيا بقدر مراعاة شحة المياه
وجفاف الأراضي الزراعية في عديد من مناطق المحافظات العراقية وجفاف الأهوار كل هذه
المشاكل المستعصية حين يوجهها العراق بحكومته.. لذا كان من الأفضل على تركيا درس
المشكلة لا سيما وأنها تمثل المصب الرئيسي أو المنبع التأريخي للأنهار ولها علاقات
تجارية واقتصادية مع العراق على الأقل بتبيان مصالحها ومصالح الطرفين. اننا في
اليوم العالمي للماء.. وليس ذلك كلام جرائد أو مناسبة للمزاح انه يوم تتجدد فيه مطالبات
الدول التي تعيش بلا ماء وانقطاعا حادا في هذا المورد المهم من موارد الحياة
الإنسانية وينبغي حينما تكون الدول متشاطئة فان ذلك يعني في العرف الدولي التقاسم
العادل لحقوق الماء ولكل دولة ما تستحقه من هذا المورد الذي بات يهدد البشر
والمكان في عراق ولد تأريخيا وهو بلد الماء..
نحن
كدولة أيضا تنتمي في عضويتها للأمم المتحدة كبلد فاعل على تركيا وهي المؤمل لنا في
تأمين الحصة المائية التي تقدر بمليارات المياه كسعة لا بد منها ولكي لا تجبرنا
الدولة التركية الجارة الى تدويل قضية المياه.. بل ان حكومتنا راعت في حق الجارة
التي تربطنا معها علاقات دينية و اجتماعية و تأريخية أن تأخذ حسب ما يقتضيه
القانون الدولي للمياه مراعاة شعور الانسان في العراق الذي بات دون ماء شرب أو سقي
للمزروعات.. والا فان حكومتنا من أبسط الأمور التي ستتخذها هو إيقاف استيراد
البضائع بعد أن غرقت الأسواق العراقية ببضاعة تركيا والتي تقدر بآلاف الدولارات بل
مليارات وسيكون ذلك آخر حساب للعراق مع دولة لا تستجيب لمصالح (الجيرة) التاريخية..
حيث ان من الثابت أن الحرب القادمة ستتجلى عن حرب مياه.. لذا فإننا لسنا في طلب
العون المادي من تركيا بل اننا نضعها أمام المساءلة الدولية عندما تقتضي حاجة العراق
للمياه |