وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فؤاد العبودي:
لن تكون المرأة بطلة وصاحبة موقف متميز الا اذا نظرت بعيون واعية لموقعها
الاجتماعي وخذلت كل الذين يمطرونها بالمجاملة من اجل الاستحواذ عليها..
فهي بيدها سلاح المقاومة.. ان كانت جميلة تعرف كيف توثق جمالها بأراداتها
من حديد.. وان كانت مستقيمة لا تعطي اكثر مما ينبغي حفاظا على اعلى تاج فوق راسها
الا وهو الكرامة.. ومن هنا تصبح سيدة.. وامرأة يشار لها في مواقع كثيرة وعزيزة حتى
وان مارست السباحة ضد التيار الأحوج الذي يحاول ان يسلب منها ذلك التاج بعد ان
استطاعت الحفاظ عليها وهو اغلب ما لديها..
نعم.. تيار المجتمع فظيع وفي ساحته انتحرت إرادة المرأة الضعيفة
المستباحة لمن يقول انا أستطيع ترويضها... طبعا لا يمكن ترويج ((النمرة))
الا إذا كانت مخالبها اقوى من هذا التيار الذي بإمكانها افشال كل محاولات الذين
يساومون على قدرتها بالوقوف ضدهم.. ستخسر عدة امتيازات في هذه المواجهة الصعبة لكن
صوتها سيبدو اكثر رفعة وسموا ضمن عالم ترسمه الشهوات الرجولية وستمسح بكل نواقص المجتمع
حين يراها او يصورها ضعيفة.. وسيشعرون
أولئك الذين راهنوا على اذلالها بالضعف واليأس ويبقى صوت الرفض الذي بدا
لهم اقوى من كل فيضانات الرغبة المجنونة حين يبصرون انها المرأة الوحيدة التي عرفت
من اين تؤكل الكتف..
تقاليد المجتمع ظالمة عندما يتعين على المرأة وفق منظار التقاليد انها
العورة.. وصوتها عورة وخروجها ضمنا وحسب الصورة المثلى لا يجوز كل هذا كذب..
وادعاء.. وسلب لحريتها الاجتماعية
ووقوفها مثل الرجال الذي يريد ان يتحكم بها.. اخرجي في نطاق حكمك الرائع
وتمتعي بالحرية الشخصية على ان تكون مرتبطة بحريات الاخرين ولا تخرجي عن فهم ((المرأة
القوية)) ولكن بحق.. بحق.. ومواجهة رغم ان ذلك سيخسر جملة من الامتيازات... الا ان
في الأخير سيشهد الجميع انتصارك... |