وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,, 

بقلم فريد هلال ,,

في لحظةٍ يتعانقُ فيها الأحمرُ والأبيضُ والأسودُ تحتَ سماءِ العراقِ، يرفرفُ العلمُ كنبضٍ حيٍّ لقصةِ وطنٍ يعشقُ أرضَهُ وسماءَهُ. ليستِ الرايةُ العراقيةُ مجرّدَ ألوانٍ تتمازجُ في نسيجٍ، بل هي رمزٌ نابضٌ بالحياةِ، يحملُ في كلِّ خفقةٍ لهفةَ العراقيينَ وحبَّهم الصادقَ الذي لا ينضبُ. يتوسطُ هذا العلمُ كلمةٌ عميقةٌ، "اللهُ أكبرُ"، كأنَّها القلبُ الذي ينظِّمُ إيقاعَ الحياةِ ويجمعُ العقولَ والقلوبَ على الإيمانِ بأنَّ هذا الوطنَ سيظلُّ شامخًا بفضلِ اللهِ وحبِّ أبنائهِ.

الأحمرُ، لونُ التضحيةِ التي رواها الشهداءُ بدمائِهم، ليبقى العراقُ قويًا. إنَّ هذا اللونَ يشيرُ إلى قوَّةِ الإرادةِ التي يتمسَّكُ بها أبناءُ الشعبِ في مواجهةِ التحدياتِ، ولحظةِ الوفاءِ التي يقفونَ بها صفًّا واحدًا دفاعًا عن وطنِهم. الأحمرُ في الرايةِ العراقيةِ ليسَ مجرَّدَ لونٍ، بل هو نبضٌ يربطُ كلَّ العراقيينَ بتاريخِهم العريقِ، يذكّرُهم بأنَّ هذه الأرضَ قد شهدتْ دماءَ الأبطالِ، وأنَّها تستحقُّ كلَّ تضحيةٍ ووفاءٍ.

أمَّا الأبيضُ، فهو لونُ السلامِ الذي ينشدهُ العراقيونَ، اللونُ الذي يحملُ الصفاءَ والنقاءَ، كأنَّه أملٌ مزهرٌ يتطلَّعُ الجميعُ لرؤيتِهِ في كلِّ زاويةٍ من هذا الوطنِ. الأبيضُ يشيرُ إلى الأملِ في مستقبلٍ مشرقٍ، هو الطمأنينةُ التي يبحثُ عنها الناسُ بعدَ كلِّ صراعٍ. إنَّهُ دعوةٌ إلى أنْ نجعلَ من العراقِ واحةً تتعايشُ فيها الألوانُ تحتَ مظلَّةِ المحبَّةِ والسلامِ.

والأسودُ، لونُ العراقةِ والصمودِ، هو اللونُ الذي يذكّرُنا بالمِحَنِ التي مررْنا بها وبالقوَّةِ التي واجهنا بها كلَّ ألمٍ. إنَّهُ لونُ الأرضِ التي تحوي حكاياتِنا وأحلامَنا، كأنَّها تحفظُ في عمقِها أسرارَ تاريخِنا وتحدياتِنا وانتصاراتِنا. الأسودُ في العلمِ العراقيِّ هو صوتُ الأرضِ التي تنادي أبناءَها دائمًا بأنْ يظلوا صامدينَ، وأنْ يحملوا فخرَهم بوطنِهم أينما ذهبوا.

أمَّا كلمةُ "اللهُ أكبرُ" التي تتوسَّطُ الرايةَ باللونِ الأخضرِ، فهي تاجُ الألوانِ وعنوانُ القوَّةِ التي لا تنكسرُ. تترسخُ هذه العبارةُ في القلوبِ، تدعو الناسَ إلى الالتفافِ حولَ هذا الإيمانِ الراسخِ الذي يعطيهم الثباتَ ويجمعُ شملَهم. هي ليستْ مجرَّدَ عبارةٍ، بل هي رمزٌ يوحّدُ الجميعَ، دعاءٌ يترددُ في كلِّ قلبٍ، وأملٌ بأنْ يبقى العراقُ عزيزًا، ينمو ويزدهرُ على يدِ أبنائِه.

هذه الرايةُ لا تتجسدُ في الألوانِ فحسب، بل في روحِ كلِّ عراقيٍّ. هي عشقٌ يجمعُ الأجيالَ، قصةُ فخرٍ ترويها الأمهاتُ للأبناءِ، ووعدٌ من الأجيالِ الصاعدةِ بأنْ تبقى ألوانُ العلمِ العراقيِّ خفاقةً، لا تبهتُ ولا تنطفئُ. إنَّها رسالةُ محبَّةٍ وسلامٍ وإيمانٍ عميقٍ بأنَّ العراقَ، بأبنائهِ وألوانهِ، سيظلُّ شامخًا، صامدًا، ومحبوبًا، ليبقى هذا العلمُ شاهدًا على قصةِ عشقٍ لا تنتهي بين الشعبِ وأرضِه، بين التاريخِ والمستقبلِ.