وكالة الأنباء العراقية المستقلة متابعة ,, 

يحلم الانسان دائما بالشباب الدائم ولذلك فهو يكره ان يتغير شكله

مع تقدمه في السن. وعندما يحدث ذلك لا يستطيع الهروب أحيانا

من حقيقة كونه يتقدم فعلا في السن. المرأة تذكره كل صباح بالحقيقة.. نظرة الناس له كل مساء تذكرة أيضا بتلك الحقيقة.

فلا يمكن ان ينعم بتجاهلها مثلما يفعل بعض الناس الذين ينجحون

بصعوبة بالغة في الحفاظ على شكلهم على الرغم من انهم أيضا يتقدمون في السن.

ومشكلة الصلع الازلية انها عندما تكون وراثية طبيعية وتسمى ((الصلع المبكر)) فأنها تعني بداية هذا التغير مبكرا جدا .. غالبا بالنسبة للرجل.. فلن ينتظر حتى سن الخمسين او ما فوقه ليواجه حقيقة تقدمه في السن ومغادرته للشباب... لكن ليصبح عليه ان يواجه تلك الحقيقة وهو في سن العشرينات غالبا. وهكذا فان مشكلة

الرجل الاصلع لا تكون في وجهة نظر الاخرين تجاهه. بديل ان الصلع لا يسبب الاحتقار مثلا، او المعاملة السيئة او الاستهزاء.. وانما من وجهة نظر الشخص لنفسه.. واذا ما تعود بعد قليل على تلك الحقيقة تصبح عادية ولا تستوجب الضيق بالنسبة له, كما انه

لا توجد ادلة محددة حتى الان علمية او حتى بالملاحظة العامة، ان النساء ينظرن للرجل الاصلع على انه اقل من الرجل غبر الاصلع في الشكل بدل بل ان بعض النساء يعتقدون ان ذلك يرمز الى الحكمة والذكاء (بصرف النظر عن صحة تلك المعتقدات).

اما بالنسبة للنساء إذا ما ورثت احداهن ... وهذا الاحتمال ضعيف (لحسن الحظ).. جين الصلع المبكر فان مشكلة والماساة تكون أكبر من محاولة وصفها ولا يوجد احدنا الجرأة ان يتحدث عنها سوى طبيب متخصص ... مثل الدكتور ((محسن سليمان)) أستاذ الامراض الجلدية والتناسلية بطب جامعة القاهرة الذي يقول:

تمر شعرة الراس بثلاث مراحل أولا: مرحلة نمو أساسية يزداد فيها طول الشعرة سنتيمتر واحد كل شهر، أي بمعدل سنتيمتر في العام الواحد وتستغرق تلك الفترة من ثلاث الى ثماني سنوات تكون خلالها الشعرة في نمو مستمر ويمكن ان يصل طولها الى أكثر من 90 سنتيمترا.

ثم تبدأ مرحلة وسيطة تستمر حوالي أسبوعين. وأخيرا مرحلة سكون يمكن ان تطول الى ثلاثة أشهر حيث نبدأ في الانفصال

التدريجي عن جلد الراس لتأخذ مكانها شعرة جديدة تبدأ في النمو.

من شكل الشعر وحالته العامة يمكن تشخيص العديد من الامراض- كما يقول الدكتور ((محسن سليمان)) –مثل امراض سوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن. وامراض سوء امتصاص المعادن   

من الأمعاء وسوء التمثيل الغذائي الذي يظهر واضحا من حالة الشعر. ففقدان الشعر للمعانه وحيويته دليل على عدم امتصاص معادن وعناصر معينة من الأمعاء مثل معدن الزنك. كما يحتاج الشعر أيضا الى الفيتامينات، خاصة فيتامين(أ) ومشتقاته المعروفة ((بالكاروتين)) وتوجد في الجزر الاصفر والخضروات والخس

والالبان ومنتجاتها كما يحتاج أيضا الى فيتامين(ب) المركب ومشتقاته، ونظرا لأهميته فقد ادخلته شركات مستحضرات التجميل

في صناعة الشامبوهات.

الشعر يتأثر بالحالة النفسية –كما يقول الدكتور ((يسري عبد المحسن))أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة – ان القلق والتوتر والصدمات العصبية تؤثر على حالة الشعر , بالإضافة الى حالة  الاكتئاب . كما ان امراضا عقلية مثل الفصام العقلي يمكن ان تؤثر على تغذية الشعر فيصبح خفيفا هشا.

كما يؤكد الدكتور ((يسري عبد المحسن)) انه ليس هناك علاقة بين ارتفاع نسبة الذكاء والاصابة بالصلع كما هو شائع.

ويتاثر الشعر بمستوى الهرمونات الذكرية في الجسم. فارتفاعها في الدم يسبب نوعا من الضمور في بصيلات الشعر في مناطق معينة في فروة الراس وهو ما يسمى ((بالصلع)).

ملحوظة) الملكة نفرتيتي كانت مصابة بالصلع)

يقول الدكتور ((شوقي الحجار)) رئيس قسم امراض الذكور والتناسل بطب قصر العيني: الهرمونات الانثوية تحسن حالة الشعر وهي ضرورية للشعر وينمو بسرعة، وعندما يقال مستواها في الدم تقل كثافة الشعر في الراس. والعكس ويتم اعطاءها في الحالات الضرورية للسيدات لتحسين صحة شعورهن. على العكس من الهرمونات الذكرية التي تسبب تساقط الشعر لدى الرجال وفي حالة حدوث خلل في نسبة الهرمونات الانثوية والهرمونات الذكرية يحدث سقوط الشعر وحدوث نوع من الصلع يشبه الذي يحدث للرجال، وهو نفس ما يلاحظ لدى السيدات المتقدمات في السن حيث يقل هرمون الانوثة. ويختلف عن الصلع في الرجال حيث يتركز على وسط فروة الراس.

وتوجد ثلاثة أنواع من بويصلات الشعر المغولي وهو بلا كسرات

والشعر القوقازي الذي يتميز بوجود كسرة واحدة. وهذا النوع موجود في منطقة الشرق الأوسط. وشعر الزنوج الملتوي على نفسه مثل السوسته عندما يتم شده يعود مرة أخرى.

ويعتبر الجنس مع الجينات الوراثية العاملين المؤثرين في شكل وحالة الشعر . اما العوامل الأخرى فهي عوامل مساعدة. وقد استطاع العلماء فصل الجين بالشعر في الأنسان ووجدوا انه يتحكم

ليس في لون وشكل الشعر. بل أيضا في زمن حدوث الصلع في الرجال في الرجال، كما وجدوا جينا اخر عند وجوده يؤدي الى حدوث الصلع سواء في الرجال او السيدات.

ويقول ((د. شوقي الحجار)): ان صلع أنواع. ويختلف كل أنواع، في الشعر والمنطقة التي يظهر فيها، والمدى الذي يحدث فيه، فهناك نوع يحدث في مقدمة الراس. كما في الرجال ويتقدم ببطء ضديد وعلى مدى سنوات طويلة.. ونوع اخر يبدأ في وسط الراس

. ثم يتقدم بسرعة شديدة فيغطي معظم فروة الراس ولا يترك الا الأطراف الخلفية والجانبية ويختلف النوع من شخص لأخر حسب العامل والجين الوراثي ونوعية البشرة. فهو يكون أسرع في البشرة

الدهنية عن الجافة.

وعموما فان العوامل السابقة رغم انها تؤدي الى زيادة سرعة تساقط الشعر ونقص كثافته. لكنها لا تؤدي الى ظهور مناطق خالية من الشعر، وفي حالة الصلع فالشعر يسقط بنسية اكبر واسرع ولا يعوض في المناطق التي يسقط منها.

وقد اثبتت الأبحاث العلمية على الجينات الوراثية الخاصة بالشعر ان الاب الاصلع يمكن ان يصاب أبناؤه الذكور بالصلع. ولكن البنات لا يرثن صلع الإباء والعكس فالام المصابة بالصلع قد تصاب بناتها بالصلع بينما لا يصيب الصلع الأبناء الذكور. كما يمكن تحديد هوية الشخص من خلال تحليل الشعر حيث ان الشعر يحتوي على المادة النووية الجينية الخاصة بالفرد.

وعموما فان ما يقرب من ثلث عدد جميع الرجال يعانون من نوع من أنواع الصلع.

وفي حالة سقوط الشعر يتم تشخيص الحالة المرضية للشعر عن طريق فروة الراس. واخذ عينة من بصيلات الشعر وصبغها بصبغات خاصة وعد بصيلات الشعر التي في مرحلة النمو، والمفروض الا تقل نسبتها عن (85: 90%), وبصيلات الشعر في مرحلة السكون والتي تتراوح نسبتها من 10: 15%من شعر الراس، فاذا زادت نسبة الشعر في مرحلة السكون او قلت نسبة الشعر في مرحلة النمو يتم البحث عن السبب وفي حالة نقص الفيتامين يتم تحديد نوعه واعطائه، وفي حالة ارتفاع نسبة الهرمون

الذكري او الحساسية انسبة الهرمون الذكري توجد ادوية لتقليل اثر الهرمونات الذكرية على بصيلات الشعر ويتم استخدامها في السيدات عن طريق الفم، وبالنسبة للرجال توجد مجموعات من الادوية تساعد على زيادة معدلات نمو الشعر مثل عقار (( نيوكسوديل)) وهو عقار يعطي لعلاج ضغط الدم المرتفع ووجد انه يساعد على  نمو الاشعر ويستخدم في الرجال على شكل دهان لفروة الراس .

ويجب استعماله مدى الحياة حيث ان وقفه يؤدي الى سقوط الشعر مرة اخرة، وعموما فان ادوية الشعر لا تظهر اثارها قبل مرور ستة أشهر.

ويضيف الدكتور ((محسن سليمان)) ان العناية بالشعر والوقاية من العلاج، واستعمال الزيوت للعناية بالشعر تحميه وتحافظ عليه من الرطوبة والحرارة خصوصا في فصل الصيف، وعند مزول البحر كما ينصح بعدم استخدام الصبغات التي تحتوي على مادة الاوكسجين لأنها تزيل لون الشعرة، فتقوم بتكسير الصبغة الاصلية للشعرة ويعتبر نبات الحناء أحسن صبغة طبيعية للشعر وأفضل طريقة لتغير لون الشعر فهي تقلل الالتهابات في الراس ولا تضر بالشعر.