وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
أكد رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، الثلاثاء ، على أهمية استحضار معاني الرسالة المحمدية في العمل والخدمة العامة.
المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء قال في بيان ان السوداني، شارك، اليوم الثلاثاء، في احتفالية أقامها ديوان الوقف السنّي بمناسبة ذكرى ولادة الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم).
وألقى السوداني كلمة في المناسبة شدد فيها على أهمية استحضار معاني الرسالة المحمدية، والأهداف الإنسانية العليا التي تركتها فينا سيرة رسول الله، في جميع مجالات العمل والخدمة العامة، وضمن مسار استدامة الودّ والإخاء المجتمعي، وصولاً إلى مرضاة الباري، جلّ وعلا، ورضا الناس.
وفي ما يأتي أبرز ما جاء في كلمة السيد السوداني:
نهنئ الأمة الإسلامية بمناسبة ذكرى ولادة سيد الأنبياء والرسل محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطاهرين وصحبه المنتجبين). شكلت ولادته (صلى الله عليه وآله وسلم) حدثاً مفصلياً في التاريخ العربي والإسلامي. نشأ رسول الله وهو يحمل داخل روحه العظيمة سمات الصلاح والصدق والمحبة والرحمة، فارتفع شأنه بين قومه، وصار مثالاً لكل فضيلة. تجسد في سيرته العطرة من الرحمة ما جعله بلسماً وشفاءً لأرواح الفقراء والمتعبين والمضطهدين. لم يقف منهجه الأخلاقي أو الاجتماعي أو الرسالي عند حدود العقيدة المجردة. عزز في نفوس الناس منهج بناء الإنسان، من خلال حثّه على التراحم والمحبة وإنشاء مجتمع صالح يحتفظ فيه الجميع بكرامتهم. بناء الإنسان السوي يكون بتوفير الظروف التي تجعل جميع الناس يعيشون بكرامة واعتزاز. لقد أعلى الرسول الكريم (ص) قيمة العمل ركناً أساساً من أركان المجتمع الناجح، ومازال هذا المسار هو الدرب الأفضل لنا، لخدمة المجتمع. إذا أردنا أن نقتدي بسيرة رسولنا الكريم، فيستلزم أن نكون على قدر المسؤولية والأمانة في إرساء دعائم الحق والعدل وتوفير الفرص المتكافئة لجميع المواطنين. تعرض بلدنا إلى هجمة شرسة، وتدخلت فيه الأجندات الخارجية التي عملت على بث سموم الفتنة والطائفية. استطعنا، بوحدة العراقيين، اجتياز الأيام العصيبة بعد التغيير في 2003، حين توزعت عصابات القتل الطائفي في العراق. كانت المنازلة الكبرى، حين اجتاحت العصابات الإرهابية محافظاتنا في شمال وغرب العراق، وتعرض الناس إلى جرائم وحشية ارتكبتها عصابات داعش. وقف العراقيون جميعاً، على السواتر من كل الأديان والمذاهب والقوميات ليحرروا الأرض والإنسان، فاختلطت دماؤهم الطاهرة في واحدة من أعظم ملاحم التاريخ. جميعنا مسؤولون اليوم عن إدامة هذا الود والإخاء المجتمعي. أخذنا على عاتقنا، حكومةً، أن نكون لجميع العراقيين، بغض النظر عن انتماءاتهم، وأن نوفر العيش الكريم لكل عراقي، ونحفظ أمنه وكرامته. لا نسمح للذين يعتاشون على الفرقة والفتنة أن يزرعوا زرعهم الخبيث بيننا. يجب على رجال الدين والنخب والمثقفين أن يكون خطابهم وحدوياً، لا تنبعث منه سموم الطائفية أو العنصرية المقيتة. ليس هناك فرصة للوحدة والمحبة أصدق من الانتماء للرسول العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم)، بكل ما يمثله من قيم وأخلاق وفضائل. |